صَخَبٌ ويَعلو هامَتي
قد سامَها اللّيلُ الأثيرُ عواديَ المُستنْزِفةْ
وأنا أخبُّ هناكَ في وهجِ اَلمدَى...
يَغتالُني الآنَ الحنينُ لِوَعدِهمْ
والعازفُ بعضي يُثيرُ جنونَ وَعيي في اِنتظامْ...
ها قدْ عزَبْتُ أنايَ، والكونُ البعيدُ يَهزُّني
وتراهُ يُشعلُني بِوهجِهِ من جديدْ...
وتَرى اَلمدى باَلأُلى يهوي من جبينِهِ
عندما اِنثالتْ خُطايَ تَهزُّ يومًا من
زمانْ...
قدْ سرتُ للصّحراءِ... لِلصّحراءِ من قلبِ الجليلْ
قد خلّدَتْني الرّؤيةُ المحمومةُ يومَ الرّجوعِ
وميضَ حبٍّ،
والمَدى من لوْعة ٍيُبكي الأصيلْ...
ها ساوَرتني هزّةٌ؛ فالرّوحُ يعْلوها كثيبٌ من زُؤامْ!
الصّحراءُ تَسْكُنني لِيومٍ تُشرقُ الأرواحُ فيهِ، وهناكَ حيثُ اَلمُبتَلى
واَلنّفسُ فيها أنَّةٌ من رَجْعِ ذاكَ اَلاِرتجاعْ!
لا اَلبحرُ يُطرِبُني ولا بعضٌ لِوقعِ خُطايَ بعدَ اَلاِرتحالْ...
هَذّبَتني عِزّةٌ صوفيّةٌ، والصّحراءُ تعتامُ الكرامَ بحرِّها؛ قد صارَ
دفئًا لِلقلوبِ الخاشعةْ!
والوقتُ يبزُغُ في وَجيبِ الجمْرِ، والصّحراءُ تُغدقُ ثورةً...
تنسابُ في جُمّارِها...
تنثالُ في جبهاتِ وُجدانِ السّراةِ
في كلِّ أنفاسِ الحياةْ...
لا لن تُضيّعُ خُطوتي بصماتِها في قلبِ صحراءِ النّجاةِّ،
وَإنْ تَضجّرَتِ النّفوسُ فَيومُها أضحَى
قَتامْ!
فَالموتُ يُهلِكُها وَإنْ ضّجّتْ؛ فقدْ خانتْ عزيفَ الرّملِ في الصّحراءْ...!
..............
بقلمي: محمود ريّان