الحُرفَةُ من الحُرفِ وهو الحِرمان ، نَقَلَ الثَعالبيّ عَن بَعضِهم قولَه :
( حِرْفةُ الأدَبِ حُرْفَةٌ لا يَسلَمُ مِنها أديب ) وكلمةُ «حرفة» وَرَدَت
مَرَّتَين في الأولى مَكسورة الحَاءِ بِمَعنى مِهنَة وفي الثانية مَضمومَة
بِمَعنى حِرمان وتَعاسة!!
قالَ الحَمدونيّ :
ما ازدَدتُ مِن أدَبي حَرفاً أُسَرُّ بِهِ
إلّا تَــزَيَّـدتُ حُــرفـاً تَـحـتَـهُ شَـومُ
كـذا الـمُقَدَّمُ فـي حِـذقٍ بِصَنعَتِهِ
أنّــى تَـوَجَّـهَ فـيـها فَـهـوَ مَـحـرومُ
قالَ الخليلُ : حُرفَةُ الأدَبِ : آفَةُ الأدَباء!!!
وقال أيضاً : إذا كَثُرَ الأدَبُ قَلَّ خَيرُه وإذا كَثُرَ خَيرُه كَثُرَ ضَيرُه .
و قد قيلَ : ما ازدادَ الرَجلُ حِذقاً في صَنعَةٍ إلّا كانَ ذلكَ نَقصاً من
رزقِه . وقالوا : المُتَقَدِّمُ في الحِذقِ مُتأخِّرٌ في الرزقِ ، وقالوا :
حِرفَةُ الأدبِ أعدى لِصاحِبِها مِنَ الجَرَب ، وقالوا : الرزقُ عندَ ذوي
الأدبِ أروغ من ثَعلَب ، وقيلَ من أتقَنَ في فنِ الأدبِ وطالَ باعُهُ
وأتقَنَ صِناعَتَهُ وقارَبَ الكمالَ أدرَكَتهُ حُرفَةُ الأدب .
قالَ عمرو بن شبّة : من أعجَبِ العَجَبِ ثلاثة مُقارِنَة لِثلاثَة :
الحُرفَة للأدَباء ، و تَباعد المالِ عن الظُرَفاء ، و إقبال الدنيا على النَّوكى .
اي الحَمقى ، و قالوا : الحُرفةُ مَقرونَةٌ مَعَ العِلم ، والثَروَةُ مَقرنَةٌ مَعَ الجَهل .
قالَ الشاعر :
وحَيثُ تَرى زندَ النَّجابَةِ وارياً
فَثَمَّ تَرى زندَ السَعادَةِ كابي
و قالَ الصّابي :
الضَبُّ و النُّونُ قد يُرجى اجتِماعُهما
وليسَ يُرجى اجتِماعُ المالِ و الأدَبِ
وقالَ دعبل الخُزاعيّ :
لقد عَلِمتُ ومالي ما أعيشُ بِهِ
أنَّ الَّتي أدرَكَتنيِ حُــرفةُ الأدبِ
فقلتُ : لا ضَير !!!
فَالأدبُ أشهى و أبهى ، و العلمُ خيرٌ و أبقى .
ثمَّ قلتُ :
إن قالَ خَصمُكَ مَن أنـتُم من العَرَبِ
فَـانسِبْ دِماكَ الـى الـعَلياءِ بِـالأدَبِ
لَمّا كُسيتُ بِفَضلِ الـعِلـمِ مَـحـمَـدَةً
أصــبَــحــتُ أنـعَـمُ بالإقلالِ و النَّصَبِ
لو كنتَ تَعلَمُ ما في العِلمِ من شَرَفٍ
لَـعِـشـتَ عُمرَكَ بَينَ الشَيخِ و الكُتُبِ
الــعِـلـمُ أشــرَفُ أَنـسـابــاً و مـأثَــرَةً
أكـرِمْ بِـهِ و بِــتَـقـوى اللهِ مـن نَـسَـبِ
لـو كـانَ فـي الآلِ و الأموالِ تَــكــرِمَةٌ
حُطَّ الـمُؤذِّنُ و استَـعـلـى أبــو لَـهَـبِ
شَــرِّفْ أُصولَـكَ بِـــالآدابِ مُـنـتَـسِـبـاً
إنَّ الـتَـأَدُّبَ شَــأنُ الـسادَةِ الــنُـجُـبِ
شــاهَ الـجَهولُ و إن طـابـَت مَــنـابِـتُـهُ
لــن يَـبـلُغَ الـجَـهـلُ إلاّ رُتــبَــةَ الـذَنَـبِ
لا يَـبـلُـغُ الـمَـجـدَ و الأيــّامُ شـاهِـدَةٌ
إلاّ الأديـبُ كَـــريمُ الـنَـفسِ و الــدَأَبِ
....................................................
من ديواني ( بصمة قلم )
للشاعر اسامة سليم
بِمَعنى حِرمان وتَعاسة!!
قالَ الحَمدونيّ :
ما ازدَدتُ مِن أدَبي حَرفاً أُسَرُّ بِهِ
إلّا تَــزَيَّـدتُ حُــرفـاً تَـحـتَـهُ شَـومُ
كـذا الـمُقَدَّمُ فـي حِـذقٍ بِصَنعَتِهِ
أنّــى تَـوَجَّـهَ فـيـها فَـهـوَ مَـحـرومُ
قالَ الخليلُ : حُرفَةُ الأدَبِ : آفَةُ الأدَباء!!!
وقال أيضاً : إذا كَثُرَ الأدَبُ قَلَّ خَيرُه وإذا كَثُرَ خَيرُه كَثُرَ ضَيرُه .
و قد قيلَ : ما ازدادَ الرَجلُ حِذقاً في صَنعَةٍ إلّا كانَ ذلكَ نَقصاً من
رزقِه . وقالوا : المُتَقَدِّمُ في الحِذقِ مُتأخِّرٌ في الرزقِ ، وقالوا :
حِرفَةُ الأدبِ أعدى لِصاحِبِها مِنَ الجَرَب ، وقالوا : الرزقُ عندَ ذوي
الأدبِ أروغ من ثَعلَب ، وقيلَ من أتقَنَ في فنِ الأدبِ وطالَ باعُهُ
وأتقَنَ صِناعَتَهُ وقارَبَ الكمالَ أدرَكَتهُ حُرفَةُ الأدب .
قالَ عمرو بن شبّة : من أعجَبِ العَجَبِ ثلاثة مُقارِنَة لِثلاثَة :
الحُرفَة للأدَباء ، و تَباعد المالِ عن الظُرَفاء ، و إقبال الدنيا على النَّوكى .
اي الحَمقى ، و قالوا : الحُرفةُ مَقرونَةٌ مَعَ العِلم ، والثَروَةُ مَقرنَةٌ مَعَ الجَهل .
قالَ الشاعر :
وحَيثُ تَرى زندَ النَّجابَةِ وارياً
فَثَمَّ تَرى زندَ السَعادَةِ كابي
و قالَ الصّابي :
الضَبُّ و النُّونُ قد يُرجى اجتِماعُهما
وليسَ يُرجى اجتِماعُ المالِ و الأدَبِ
وقالَ دعبل الخُزاعيّ :
لقد عَلِمتُ ومالي ما أعيشُ بِهِ
أنَّ الَّتي أدرَكَتنيِ حُــرفةُ الأدبِ
فقلتُ : لا ضَير !!!
فَالأدبُ أشهى و أبهى ، و العلمُ خيرٌ و أبقى .
ثمَّ قلتُ :
إن قالَ خَصمُكَ مَن أنـتُم من العَرَبِ
فَـانسِبْ دِماكَ الـى الـعَلياءِ بِـالأدَبِ
لَمّا كُسيتُ بِفَضلِ الـعِلـمِ مَـحـمَـدَةً
أصــبَــحــتُ أنـعَـمُ بالإقلالِ و النَّصَبِ
لو كنتَ تَعلَمُ ما في العِلمِ من شَرَفٍ
لَـعِـشـتَ عُمرَكَ بَينَ الشَيخِ و الكُتُبِ
الــعِـلـمُ أشــرَفُ أَنـسـابــاً و مـأثَــرَةً
أكـرِمْ بِـهِ و بِــتَـقـوى اللهِ مـن نَـسَـبِ
لـو كـانَ فـي الآلِ و الأموالِ تَــكــرِمَةٌ
حُطَّ الـمُؤذِّنُ و استَـعـلـى أبــو لَـهَـبِ
شَــرِّفْ أُصولَـكَ بِـــالآدابِ مُـنـتَـسِـبـاً
إنَّ الـتَـأَدُّبَ شَــأنُ الـسادَةِ الــنُـجُـبِ
شــاهَ الـجَهولُ و إن طـابـَت مَــنـابِـتُـهُ
لــن يَـبـلُغَ الـجَـهـلُ إلاّ رُتــبَــةَ الـذَنَـبِ
لا يَـبـلُـغُ الـمَـجـدَ و الأيــّامُ شـاهِـدَةٌ
إلاّ الأديـبُ كَـــريمُ الـنَـفسِ و الــدَأَبِ
....................................................
من ديواني ( بصمة قلم )
للشاعر اسامة سليم