ما ذنبك…؟
إذا ما كنتُ ذا حسٍّ
رقيقٍٍ صادقٍ أبداً
وكانتْ صورةً حلوة
تداعبُ كلّ أطيافك
وتسكن مثلها قلبك
فتمسك حينها قلمك
فتجعله
مُصَوِّرَةً
تصور فيه مكنونك
فما ذنبك؟
إذا ما جاءت الصورة
مطابقة
تراها أنت صادقةً
وملهمتي
بكل دلالها ترفض
تقول :إنها حلوة
ومزهرةً…
فما ذنبك
وهل حقا
إذا صوّرت إحساسا
تُلام …
لأن الصورة المثلى
أتت كالأصل واضحة
وهل حقّاً
إذا ما كنتَ مُنْسَجِما
بصدقٍ
مع خفايا النفس
فجاء الأصل
والصورة
كعين الشمس
واضحة…
فهل أذنبتَ في رسمك؟
وهل أذنبتَ في عَرضك
تقول لنفسك الأخرى
إليك الصورة الأولى
أراها الآن في صدري
بكل رتوشها تبدو
بلا تغيير أبديها
كما كانت
ولكن نفسُكَ الأخرى
تضيق بصورة الأولى
تقول:
لماذا أنت يا هذا
تريني كلّ بهجتها؟
أجئت بهذه الصورة
لتستجدي محبتنا؟؟
ولم تعلم..
أن آلة التصوير
لا تُخفي ولا تكذب
وأنكَ كنتَ تحسبها
مكاناً يحفظ الصورة
فلا عبثٌ يُدنّسها
ولا الأنواء تمحوها
أحقا كنتَ تستجدي
محبتها
أم كنت تُهدي
صورة النفس
مشتاقاً
إلى نفْسك؟
وما ذنْبك؟!
إذا أبدعت في فنّك
فجاءتْ هذه الصورة
تماماً مثلما
كانت
في الأعماق
في سرّك.
....
د . وصفي تيلخ