أتيتُ العراقيبَ طوعًا أُصلّي
وقدْ لفَّ صَوتي شُجونٌ يُدَوّي
وراحَ اِشتياقي لأرضٍ تُنادي
ألا يا أُهيلي تَغنُّوا بأرضي
فَسرْتُ إليكِ مَهيبَ الجنابِ
وَخطوي إليكُم حَبيبٌ يُلبّي
وَصيّاحُ صيّاحُ وَعدٌ أبيٌّ
فما هُنتَ والكلُّ نحوكَ يسري
وَسِرنا العراقيبَ من كلِّ صَوبٍ
مسيرًا مَريعًا وقلتُ أَعِنّي
وَصيّاحُ صاحَ الصّياحَ كأنّهُ
سيلٌ منَ الشّهبِ يَعلوهُ شَيخي
وَلِلمارقينَ جحيمُ حُشودٍ
تَهاوَتْ بِنحْرِهِمُو فَهْوَ يَمضي
وَنحنُ أسودُ المنايا بَواسلْ
نُجرّدٌ بطشًا يصولُ فَيكوي
عَراقيبُ تَبقى وَفينا مُضاءٌ
نصولُ المَدى، والحِمى فيهِ صَوتي
وَوعدي يظلُ رهينَ صمودٍ
لِيومِ نفيرٍ فما خابَ ظنّي!
تَظلُّ العراقيبُ مَشروعَ حَجٍّ
وإنْ ضاقَ منها دَعِيٌّ وَيهذي
......
بقلمي/ محمود ريّان