.
تَـعَـشَّـقْتُ الْـجَـمـالَ بِــلا تَـصـــابِ
وَأْدْمَـنْـتُ الْـحَـنينَ إلــى الـشَّبـــابِ
.
فَـلا أَنـا قَـدْ كَرِهْتُ مَشـــيبَ فَوْدي
وَلا أَنـــــا بِــالْـمُـوَلَّـهِ بِــالــسَّـرابِ
.
وَلَــكِـنَّ الْـحَـنـيـنَ يَـجـيـشُ دَوْمـــاً
إلــى نَـيْسانَ فـي الـزَّمَنِ الَْـيبـــابِ
.
نُـؤَمِّـلُ فــي الـشِّـتاءِ لَـقاءَ صَـيْــفٍ
وَنُهْرَعُ في الْمَصيفِ إلى السَّحابِ
.
تَـوَغَّـلَ فـي الـصَّميمِ مِـنَ الْـخَلايا
سَــقـامٌ لَــيـس يُـبْـرِؤهُ انْـتِـحـــابي
.
عَــلامَ الـدَّمْـعُ يـا شِـعْري رُوَيْـداً؟
أَتْـبْـكيني وَنَـفْــــسي فـي إهـــــابي
.
مَـلَلْتُ مِـنَ الـدُّموعِ تَـبُلُّ سَــــطْري
وَمَــلَّ الْـحِـبْرِ مِــنْ فَـرْطِ انْـسِكابِ
.
فَــأَرْدَفْــتُ الْأَنــينَ وَراءَ صَــبْـري
وَسَـــوَّمْــتُ الْـعَـزيـمَـةَ بِــالـرِّكابِ
.
وَأَخْـرَسْـتُ الـتَّـشـــاكي وَالـتَّـبــاكي
فَـساوَمَني الْـمَضـــاءُ عَلى اكْتِئــابي
.
وَسْـرْتُ تَـخُبُّ بِـي عُـجُفُ الْمَطايــا
إلـــى بِـــابٍ يَــلـوحُ بِــلا حِـجـــابِ
.
يُــشَـرِّعُـهُ الْــكَـريـــــمُ بِــكُــلِّ فَـــجٍّ
يَــثَــوِّبُ داعِــيــاً نَــحْــوَ الــثّـــوابِ
.
يُـنـاديـنـي مَـــعَ الْأَسْــحــــارِ هَـــلَّا
دَنَـــوْتَ فَــقَـدْ أَذِنْـــتُ بِـالْاقْـتِـــرابِ
.
يَــهُــزُّ دُعــــاؤهُ أَشْــــلاءَ رُوحـــي
وَيَـسْري مَـعْ دِمـايَ إلـى جَـنــــابي
.
أَيــا عَـبْـدي الْـفَقيرَ إلـى عَـطـــائي
سِـماطي لَيْسَ يَطْويــهِ احْتِســـــابي
.
تَـواكَـفَتُ الـدَّمــــوعُ عَـلى جُـفونــي
وَجَفَّ الْحَلْقُ مِنْ عَصْفِ اضْطِرابي
.
وَفَــــارَقَـني الْـبَيـــانُ فَـلَيْسَ يُـشْــفي
وَنَـامَـتْ أَحْـرُفـي وَصَـحـا عَــــذابي
.
أَيـــــا رَبّـــــــــاهُ تُـثْـقِـلُـني ذُنــوبــي
وَتْــنْــعَـقُ بِـالْـعَـزيـمـةِ بِــالْـخَـــرابِ
.
وَيَـحْجِـزُني حَــيــــــائِـي وَاتْــكـالـي
عَـلـى حِـلْمِ الْـغَفورِ عَـنِ الْـمَتـــــابِ
.
فَــيـا رَبّــي دُعــاءً مِــنْ شِـغـــــافي
دَعَــــوْتُ بِـسِـتْـرِ لَــيْـلٍ بِـارْتِـغـابِ
.
فَــإنَّــكَ عــالِــمٌ بِـالْـحـــــالِ تُـغْـنـي
عِـبـادَكَ عَــنْ عِـبـادِكَ مـا تُـحـــابي
.
أحـمـد قـطـــيــش