اهجر ذنوبك كي تكون مهاجرا
واجعل فؤادك بالهداية عامرا
والزم تلاوتك الكتاب مواصلا
فيه القراءة صابرا ومثابرا
وكن المجدَّ بكل وقت حافظا
(كهفا وطه والبروج وغافرا)
(والروم والإنسان) .. جَوِّد متقنا
(فتحا ونونا الانشقاق وفاطرا)
وجميع آيات الكتاب فإنها
تمنحك نورا مستطابا غامرا
واتبع شريعته الجليلة دائما
لتنال رشدا ذا ضياء وافرا
في هجرة المختار تعليم لنا
بدروسها نلقى النماء الماطرا
في سيرة المحمود طه المصطفى
حقا حصدنا محتواها العاطرا
بسياقها العذب الجميل وضاءة
تعطيك دوما فيضها المتكاثرا
والهجرة الفيحاء بثت للورى
إعجازها الصافي الجليل الباهرا
بالدار حول المجتبى بسيوفهم
ضمت لفيفا بالجهالة غادرا
راموا جريمة قتله فتجمدوا
كالخشب نالوا بالعراء خسائرا
ونبينا المحمود يخرج سالما
من داره بز العدو الكافرا
للغار ينطلق الحبيب بعزمه
وصديقه الصديق يمضي شاهرا
قلبا مطيعا خاشعا متبتلا
عذبا نقيا ذا صفاء طاهرا
والغار يحوي (أحمدا) ورفيقه
والطود (ثور) طل يرنو ثائرا
وجحافل الكفار ترجو بالعمى
نهجا بأعماق الضلالة غائرا
بالباب خيم عنكبوتٌ ماهرٌ
فاذكر بفكرك عنكبوتا ماهرا !
واذكر بعش المنجزات حمامةً
والبيض لا يخشى الهجوم الكاسرا
والكفر أعياه التلفت خاسئا
فظا مَقيتا ذا وجوم حائرا
والصادق المصدوق طمأن صاحبا
بالغار يخشى بالحصار دوائرا
ما ظنك اثنين الإله المرتجى
ثالثهما ربا حفيظا ناصرا !
سبحانه رب الوجود بأمره
نال النبيّ الْمُسْتَقَرَّ الذاخرا
وحباه بالسير الطويل سحابة
بالظل تحمي الهاشمي الفاخرا
طه الحبيب (محمدا) عين الهدى
فضياؤه فينا أنار بصائرا
يمضي الرسول لطيبة و(سراقة)
يعدو لـ(أحمد) كي يكون الآسرا !
يا ويح من رام الثراء بوهمه
ينساب في سوح الفلاة مغامرا
فإذاه يقبع في الرمال مجندلا
يلقى هوانا بابن (جعشم) دائرا !
ويريد إنقاذا سريعا ناله
ليجر أذيال الهزيمة خاسرا
يحظى بوعد صادق من (أحمد)
سينال من (كسرى) البعيد أساورا
ولأم (معبد) خيمة في ركنها
شاة تعاني ضعفها المتناثرا
درَّت حليبا مستطابا دافقا
عذبا رقيقا بالندي متوافرا
وبأجمل الأوصاف كان حديثها
في وصف طه بالبلاغة زاهرا
بشذاه (عاتكة) بطيب فصاحة
قالت مقالا للمعالي صائرا
ولأهل طيبة فرحة وسعادة
بلقاء (أحمد) لاح فخما ناضرا
بنشيد ترحيب جميل صادح
بالحب كان بكل قلب حاضرا
لازال يُشدا بالبوادي والقرى
ويعم في كل البلاد حواضرا
يا هجرة المحمود أنت منارنا
يا من أنرت بالاهتداء منائرا
من بعد فتحٍ هجرةٌ من مكة
لمدينة أضحت مسارا غابرا
لكن هجرتنا تكون على المدى
أن نعبد اللهَ القوي القادرا
عن نهيه فورا بصدق تنتهي
بذا تكون على الدوام مهاجرا
تلك الدروس وغيرها من هجرة
هلت علينا قد أظلت ذاكرا
أسرع .. تدبر يا أُخيَّ سياقها
فالعمر يمضي للنهاية سائرا
فاجعل إلهي بالنعيم مآلنا
والصالحين أوائلا وأواخرا
صلى الإله على النبي وآله
ما طيبةٌ ضمت لطه زائرا !
...............
صبري الصبري