وحينَ يَعوي المَدى مُستَنسِخًا ألَمي،
يَتيهُ بي حُلُمي..
آوي إلى سَكرَتي مُستَغشِيًا ظُلَمي
لا شَيءَ يُنقِذُني مِن سَطوَةِ العَدَمِ
إلا نَشيدَ دَمي.
***
يَستَوطِنُ الفَزَعُ
مسارِبَ الرّاحِلين
تَثّاقَلُ الخُطُوات...
كَم يَستَفيقُ حنين
والعتمُ يغدو رُؤًى
والبارِقاتُ فُتون
***
في سِرِّ ما لا يُرى
عُمرٌ يَصيرُ نَشيد
قلبٌ سَقاهُ الهوى مِن سِحرِ ما لا يُريد
يرجو الدّجى أشرِعَة
والعاصِفاتُ وَريد
***
يا صاحِبي في الرّوى؛
خُذ مِن رَغيفِ دَمي كفّارَةَ السّأمِ
هذا الهوى قارِحٌ
يَقتاتُ عُشبَ النّوى..
بَحثًا عنِ المُشتَهى في غابِرِ النّغَمِ!
***
في رِقَّةٍ كالتي يحتاجُها الهارِبُ..
مِن ظِلِّ أمنِيَةٍ لمَوتِهِ الحَتمِيْ
ينسَلُّ طيفُ الهوى مُفاجِئًا وشَهِيْ
وكُلُّ ما لا يُرى... يفاجِئُ العَدَمِيْ
ليَنتَشي في السُّدى تَرديدُهُ الصّاخِبُ
***
أقوى منَ الحُلُمِ!
جُنونُ مَن لا يَرى نَداهُ إلا صَدى بُكارَةِ الأشواق.
أشهى مِنَ الألَمِ!
أن تَخلِقَ اللّهفَةُ للرّقصِ مُتَّسَعا.. إن ضاقَت الآفاق.
أبكى مِنَ الأحداق!
عُيونُ قَلبٍ أوى لِدُلجَةِ النّدَمِ.
..... صالح أحمد (كناعنة).....