لقد نطَـقَ الـريحانُ فــوْق ضِفِـافي
بـِ ( يا أيُّها النِّيـلِيُّ صبرُكَ كَـافِـي )
لئِـنْ كانَ هذا الطيْـفُ أوَّلَ طـَارقٍ
فقَـدْ عرَفَـتْ تلْـكَ الـدِّيارُ طَـوَافِـي
و (لا عاصِـمٌ ) إلا حروفُ هجائِـنَا
وبحرُكَ يا نُـوحَ السَّفينَـةِ صَـافِي
هناكَ .. حُـروفُ الأبجديَّــةِ دولــةٌ
وصمـْتُ الكِــرامِ العائِـدِين قَوافِـي
وأسـألُ حـرَّاسَ المــدينــةِ هــذِهِ
أرَيحانُـهَا مِــلْءَ الخميلــةِ غافِـي ؟
وكان صديقي الشِّعْرُ سامِرَ مجلِسي
وعلَّـمْـتَـهُ يا ظبْـىُ كيـْفَ يُجــافِـي
وكـانَ أخـِي الصُّـوفِــيُّ يقرأُ وِردَهُ
فيمْلِــكُ بالصوتِ الرخيـمِ شِغَـافِي
وقالَ - وقدْ مجَّدْتُ شارِعَ حبِّــنا -
منــازلُنَـا خلْـفَ الرُّكـام ِمنـَافِــي
ستأتِـيكَ ليلَـى بعْـدَ أوّلِ غُــربـةٍ
فقُلْ : ليس ذنبـاً وعْـدُنَا فتَخافِــي
علَـى قدْرِ نبْلِ الصمتِ نقرأُ خوفَنَا
وليتَـكَ يا بوْحَ الحـُروفِ تُصَـافِـي
سأذكُـرُ رحـَّالِيـنَ .. يضحَكُ ليلُهُـمْ
وقِسْمتُهُـمْ - فيمَـا هنَاكَ - فيَـافِي
نثرْتُ علَــى الشَّطَّـيْنِ حِفْنةَ أنجـمٍ
وقدَّسْتُ رغْـمَ الجـُوعِ طُولَ كَفَافي
تَـهَجَّـيْتُ في بدْءِ السَّـلامِ مخاوِفِي
فعَوَّذْتُ مِنْ هذِي المخَاوِف (ِ قَافِي )
وشِعْري كمَا أوصَتْ رسالةُ مريَمِي
يُـذَكِّـرُ قـرَّاءَ الضُّحَــى بصِحَـافِـي
وليسَ ـ إذا قالُوا : رحلْتُ ـ براحلٍ
وليسَ ـ إذا قالُوا : عشِقْتُ ـ بِكَافي..
......
عمرو محمد فوده