قالوا في الشعراء ...
قالَ الخَليلُ في مَدحِ الشعراءِ : هُم أمَراءُ الكلامِ يُصَرِّفونَهُ أنّى
شاؤوا و جائِزٌ لهم ما لا يَجوزُ لِغَيرِهم من إطلاقِ المَعنى
و تَقييدِهِ و مَدِّ مَقصورِهِ و قَصرِ مَمدودِهِ ، و الجَمعِ بينَ لُغاتِهِ
و التَفريقِ بينَ صِفاتِهِ.
و قالَ فيهم آخر : ما ظَنُّكَ بِقَومٍ الاقتصادُ مَحمودٌ إلّا منهم ،
و الكَذِبُ مذمومٌ إلّا بَينَهم !
و قالَ بَعضُ الظُرَفاءِ يَذمُّهم :
الـكلبُ و الشاعرُ في رُتبَةٍ
يا ليتَ أنّي لم أكنْ شاعرا
هــل هـو إلّا بـاسِـطٌ كَـفّـهُ
يَـستَمطِرُ الـوارِدَ و الـصادِرا
واللهِ لــولا حُـرقـاتُ الـهَوى
مـا كـنـتُ إلّا رَجُــلاً تـاجِـرا
و قالَ ابن الروميّ :
يَـقولونَ مـا لا يَـفعَلونَ مَسَبَّة
مِنَ اللهِ مَسبوبٌ بِها الشُعَراءُ
فَقلتُ :
العَدلُ و الفَصلُ في قولِ الرسولِ الأكرمِ صلّى اللهُ عليه و سلّم
حيثُ قالَ في الشِعر : ( الشِّعْرُ بِمَنْزِلَةِ الْكَلامِ ، حَسَنُهُ كَحَسَنِ
الْكَلامِ ، وَقَبِيحُهُ كَقَبِيحِ الْكَلامِ " .
و نُقِلَ عن الإمامِ الشافعيّ قوله : ( الشعرُ كلام ، حَسَنُهُ كحَسَنِ
الكلام ، وقَبيحُه كقَبيحِه ، غيرَ أنّه كلامٌ باقٍ سائر ، فذلكَ فَضلُه
على الكلام ) .
و قلتُ :
إنَّ مِنَ الشُعراءِ سِياطاً ، يُستَنهَضُ بها الكُسالى ، و تُزجَرُ
بها السَفالَة ، و تُؤدَّبُ بها الجَهالَة ، و تُعَذَّبُ بها الضلالَة .
اللهم هَبْ لي لسانَ صِدق ، و اجعلني سَوطَ حَقّ .
ثمَّ قلتُ في نَفسي لِنَفسي :
مَــن عــاشَ فــي زَمَــنِ الـسَفاهِ حَـكيما
لَـــقــيَ الــمَـنـيَّـةَ يــا رَفـــــاهُ سَــقـيـمـا
( فَــمِــنَ الـبَـلـيَّـةِ أن تَــكـونَ مُــغَـفَّـلاً )1
و مِـــنَ الــبَـلـيَّـةِ أن تَــعــيـشَ حَــكـيـمـا
( و الـهَـمُّ يَـخـتَـرِمُ الـجَـسـيمَ نَـحـافَــةً )2
يَــــــذَرُ الــشَــبــابَ إذا دَهــــاكَ رَمــيــمـا
( ذو الـعَقلِ يَـشقى في النَعيمِ بِـعقلِهِ )2
و رأى الـجَـهـولُ لَــظـى الـشَـقـاءِ نَـعـيما
أوتــيــتُ قــلــبــاً لا يَـــخــافُ كــمِـقـوَلـي
فــــي اللهِ وَيـــحَـــكَ لائِـــمـــاً و لَــئــيـمـا
مــا أثـقَـلَ الـحَـقَّ الـمُـبينَ عـلـى الـهـوى
و الـــحَـــقُّ يـــأبــى أن يــكـونَ كَــظـيـمـا
مـــا أثــقَـلَ الــحَـقَّ الـمُـبـينَ و لـــم يَــزلْ
وَقــــعُ الــســيــاطِ إذا نَــطَــقــنَ ألــيــمــا
مـــا زلـــتُ فـي حَــلـقِ الــضــلالَةِ غُـصَّـةً
و الـــحَــقُّ يـــأبــى أن يــكــونَ هَـضـيـمـا
إنـــي نَـصَـحـتُـكَ يـــا شُويـعِـرُ مُـشـفِـقاً
( و لـقـد أراكَ عـلـى الـقَـبيحِ مُـقـيـمـا )3
أعــمــى الــبَـصـيـرَةِ و اســتَــعَـزَّ بِــغَــيِّـهِ
( و لــقـد أراكَ مِـــنَ الــرَشـادِ عَـديـمـا )3
أخَــــذَتــــكَ بــــالآثــــامِ وَيــلَــكَ عِـــــــزَّةٌ
و رَضـــيــــتَ كِــبــراً أن تُـــحَـــطَّ أثــيــمــا
لا الـمـالُ يــنـفَـعُ لا بَــنــوكَ و مــــا نَــجــا
إلاّ الَّــــذي مَـــلَــكَ الـــفــؤادَ سَــلـيـمـا 4
و حَــسِـبـتَ قَــولَـكَ يــــا مُــثَـرثِـرُ هَــيِّــناً
و الـــهَـــونُ عـــنـــدَ اللهِ كــــانَ عَــظـيـمـا
كـــــم أمَّــــةٍ ثَــكـلَـتـكَ أُمُّـــكَ قُــــلْ لَــــهُ
تَـصـلـى بِــمـا حَـصَـدَ الـلـسانُ جَـحـيما 5
هَــــذِّبْ نُـفـيـسَكَ يـــا ابـــنَ آدَمَ و ادَّكِـــرْ
لُــعِـنَ الــغَـرورُ بِــمــا جَــنــاهُ رَجــيــمــا 6
.........................................................
1 - أشارة لبيت تامر الملاط فمِن البَليَّةِ أن تَكونَ مُغَفَّلاً
و مِنَ البَليَّةِ أن تَكونَ لبيبا ) 2 – اشارة لبيتي المتنبي :
( و الهَمُّ يَختَرمُ الجَسيمَ نَحافَةً ... و يُشيبُ ناصِيَةَ الصَبيِّ و يُهرِمُ
ذو العَقلِ يَشقى في النَعيمِ بِعَقلهِ ...و أخو الجَهالَةِ في الشَقاوَةِ يَنعَمُ )
3- اشارة لبيتي ابي العتاهية :
( سَمَّيتَ نَفسَكَ بالكلامِ حَكيما ... ولـقد أراكَ على الـقَـبيحِ مُقيما
و لقد أراكَ مِنَ الغِوايَةِ مُثرياً ... و لقد أراكَ مِنَ الرَشادِ عَديما )
4 – اشارة للآيات الكريمة : ( وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ *
يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ )
5- اشارة للحَديثِ الشريف الذي قاله رسول الله صلّى اللهُ عليه
و سلّم لمعاذ بن جبل في الحديث الطويل الذي رواه
بعدما أخذَ بلسانه صلى الله عليه و سلّم :
( تَكُفُّ عليكَ هذا قلتُ: يا نبيَّ اللَّهِ وإنَّا لَمؤاخذونَ بما نتَكَلَّمُ بِهِ ؟
قالَ: ثَكِلتكَ أمُّكَ يا معاذُ وَهَل يُكِبُّ النَّاسَ على وجوهِهِم في النَّارِ ،
إلَّا حصائدُ ألسنتِهِم )
6- الغَرور : الشيطان .
من ديواني ( بصمة قلم ) ...
..................
للشاعر اسامة سليم
و تَقييدِهِ و مَدِّ مَقصورِهِ و قَصرِ مَمدودِهِ ، و الجَمعِ بينَ لُغاتِهِ
و التَفريقِ بينَ صِفاتِهِ.
و قالَ فيهم آخر : ما ظَنُّكَ بِقَومٍ الاقتصادُ مَحمودٌ إلّا منهم ،
و الكَذِبُ مذمومٌ إلّا بَينَهم !
و قالَ بَعضُ الظُرَفاءِ يَذمُّهم :
الـكلبُ و الشاعرُ في رُتبَةٍ
يا ليتَ أنّي لم أكنْ شاعرا
هــل هـو إلّا بـاسِـطٌ كَـفّـهُ
يَـستَمطِرُ الـوارِدَ و الـصادِرا
واللهِ لــولا حُـرقـاتُ الـهَوى
مـا كـنـتُ إلّا رَجُــلاً تـاجِـرا
و قالَ ابن الروميّ :
يَـقولونَ مـا لا يَـفعَلونَ مَسَبَّة
مِنَ اللهِ مَسبوبٌ بِها الشُعَراءُ
فَقلتُ :
العَدلُ و الفَصلُ في قولِ الرسولِ الأكرمِ صلّى اللهُ عليه و سلّم
حيثُ قالَ في الشِعر : ( الشِّعْرُ بِمَنْزِلَةِ الْكَلامِ ، حَسَنُهُ كَحَسَنِ
الْكَلامِ ، وَقَبِيحُهُ كَقَبِيحِ الْكَلامِ " .
و نُقِلَ عن الإمامِ الشافعيّ قوله : ( الشعرُ كلام ، حَسَنُهُ كحَسَنِ
الكلام ، وقَبيحُه كقَبيحِه ، غيرَ أنّه كلامٌ باقٍ سائر ، فذلكَ فَضلُه
على الكلام ) .
و قلتُ :
إنَّ مِنَ الشُعراءِ سِياطاً ، يُستَنهَضُ بها الكُسالى ، و تُزجَرُ
بها السَفالَة ، و تُؤدَّبُ بها الجَهالَة ، و تُعَذَّبُ بها الضلالَة .
اللهم هَبْ لي لسانَ صِدق ، و اجعلني سَوطَ حَقّ .
ثمَّ قلتُ في نَفسي لِنَفسي :
مَــن عــاشَ فــي زَمَــنِ الـسَفاهِ حَـكيما
لَـــقــيَ الــمَـنـيَّـةَ يــا رَفـــــاهُ سَــقـيـمـا
( فَــمِــنَ الـبَـلـيَّـةِ أن تَــكـونَ مُــغَـفَّـلاً )1
و مِـــنَ الــبَـلـيَّـةِ أن تَــعــيـشَ حَــكـيـمـا
( و الـهَـمُّ يَـخـتَـرِمُ الـجَـسـيمَ نَـحـافَــةً )2
يَــــــذَرُ الــشَــبــابَ إذا دَهــــاكَ رَمــيــمـا
( ذو الـعَقلِ يَـشقى في النَعيمِ بِـعقلِهِ )2
و رأى الـجَـهـولُ لَــظـى الـشَـقـاءِ نَـعـيما
أوتــيــتُ قــلــبــاً لا يَـــخــافُ كــمِـقـوَلـي
فــــي اللهِ وَيـــحَـــكَ لائِـــمـــاً و لَــئــيـمـا
مــا أثـقَـلَ الـحَـقَّ الـمُـبينَ عـلـى الـهـوى
و الـــحَـــقُّ يـــأبــى أن يــكـونَ كَــظـيـمـا
مـــا أثــقَـلَ الــحَـقَّ الـمُـبـينَ و لـــم يَــزلْ
وَقــــعُ الــســيــاطِ إذا نَــطَــقــنَ ألــيــمــا
مـــا زلـــتُ فـي حَــلـقِ الــضــلالَةِ غُـصَّـةً
و الـــحَــقُّ يـــأبــى أن يــكــونَ هَـضـيـمـا
إنـــي نَـصَـحـتُـكَ يـــا شُويـعِـرُ مُـشـفِـقاً
( و لـقـد أراكَ عـلـى الـقَـبيحِ مُـقـيـمـا )3
أعــمــى الــبَـصـيـرَةِ و اســتَــعَـزَّ بِــغَــيِّـهِ
( و لــقـد أراكَ مِـــنَ الــرَشـادِ عَـديـمـا )3
أخَــــذَتــــكَ بــــالآثــــامِ وَيــلَــكَ عِـــــــزَّةٌ
و رَضـــيــــتَ كِــبــراً أن تُـــحَـــطَّ أثــيــمــا
لا الـمـالُ يــنـفَـعُ لا بَــنــوكَ و مــــا نَــجــا
إلاّ الَّــــذي مَـــلَــكَ الـــفــؤادَ سَــلـيـمـا 4
و حَــسِـبـتَ قَــولَـكَ يــــا مُــثَـرثِـرُ هَــيِّــناً
و الـــهَـــونُ عـــنـــدَ اللهِ كــــانَ عَــظـيـمـا
كـــــم أمَّــــةٍ ثَــكـلَـتـكَ أُمُّـــكَ قُــــلْ لَــــهُ
تَـصـلـى بِــمـا حَـصَـدَ الـلـسانُ جَـحـيما 5
هَــــذِّبْ نُـفـيـسَكَ يـــا ابـــنَ آدَمَ و ادَّكِـــرْ
لُــعِـنَ الــغَـرورُ بِــمــا جَــنــاهُ رَجــيــمــا 6
.........................................................
1 - أشارة لبيت تامر الملاط فمِن البَليَّةِ أن تَكونَ مُغَفَّلاً
و مِنَ البَليَّةِ أن تَكونَ لبيبا ) 2 – اشارة لبيتي المتنبي :
( و الهَمُّ يَختَرمُ الجَسيمَ نَحافَةً ... و يُشيبُ ناصِيَةَ الصَبيِّ و يُهرِمُ
ذو العَقلِ يَشقى في النَعيمِ بِعَقلهِ ...و أخو الجَهالَةِ في الشَقاوَةِ يَنعَمُ )
3- اشارة لبيتي ابي العتاهية :
( سَمَّيتَ نَفسَكَ بالكلامِ حَكيما ... ولـقد أراكَ على الـقَـبيحِ مُقيما
و لقد أراكَ مِنَ الغِوايَةِ مُثرياً ... و لقد أراكَ مِنَ الرَشادِ عَديما )
4 – اشارة للآيات الكريمة : ( وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ *
يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ )
5- اشارة للحَديثِ الشريف الذي قاله رسول الله صلّى اللهُ عليه
و سلّم لمعاذ بن جبل في الحديث الطويل الذي رواه
بعدما أخذَ بلسانه صلى الله عليه و سلّم :
( تَكُفُّ عليكَ هذا قلتُ: يا نبيَّ اللَّهِ وإنَّا لَمؤاخذونَ بما نتَكَلَّمُ بِهِ ؟
قالَ: ثَكِلتكَ أمُّكَ يا معاذُ وَهَل يُكِبُّ النَّاسَ على وجوهِهِم في النَّارِ ،
إلَّا حصائدُ ألسنتِهِم )
6- الغَرور : الشيطان .
من ديواني ( بصمة قلم ) ...
..................
للشاعر اسامة سليم