قَــدْ طــابَ ذِكْـرُكَ يـا حَـبيبي فَـانْبرى
هــذا الـيَـراعُ مُــدادُهُ شَــوْقٌ سَـرى
.
فـي الـرُّوحِ يَـغْمِرُها الْـحَنينُ يَـشُدُّها
فَـتَـطـيـرُ يُـوزِعُـهـا الــهَـوى مُـتَـجَـبِّرا
.
لِـبِـطـاحِ يَــثْـربَ تَـسـتَـحيلُ نَـسـائماً
فَــتُـهُـبُّ تَــلْـثـمُ رُوْضَــهــا والْـمِـنْـبَـرا
.
وَتَـهـاطَـلَتْ أجْــفـانُ قَـلْـبـي صَــبْـوةً
غَــزُرَتْ فَـكـانَتْ فــي الْـمآقي كَـوْثَرا
.
وَالْـشِّـعْرُ قَــدْ أوْدى حَـياءاً فَـاسْتَقى
مِـنْ فَـيْضِ حُـبِّكَ مِـلءَ فـيهِ فَـأُ نْشِرا
.
أمُــحَــمَّـدٌ يـــامــاءَ عَــيْـنـي إنَّــنــي
فــي مِـدْحِـكَ الْـغالي أُعـالِجُ جَـوْهَرا
.
لـــكِــنَّــهُ كَـــالــرَّمْــلِ مَـــزهـــودٌ إذا
وافـــى ادِّكــارُكً حَـسـبُهُ أنْ يُـبْـصَرا
.
صَــلّــى عَــلَـيْـكَ اللهُ ذِكْــــراً دائِــبــاً
هُـــوَ رَحْــمَـةٌ وِكَــرامَـةٌ قَـــدَرٌ جَــرى
.
مـايَـنْـبَغي أنْ يَـرْتَـقـي بَــشَـرٌ ألــى
عُــلْـيـا مَــراتِـبِـكَ الْــعَـزيـزةِ أوْ يُـــرى
.
مـــــا قَـــــدْ أراكَ اللهُ مِـــــنْ آيــاتِــهِ
فـــي لَـيْـلَـةِ الْـمِـعراجِ فَـضـلاً بـاهِـرا
.
وَبِـحَوْمةِ الْـقَوْسينِ تَضْطرِبُ الْخُطى
وَجَـــلاً وتَـنْـحـو لِـلْـنُكوصِ الْـقْـهْقرى
.
حَــتّــى الْأمــيــنُ بِــقَـدْرِهِ وَمَـقـامِـهِ
جـبْـريـلُ أحْــجَـمَ عِـنْـدَها بَــلْ عَـبَّـرا
.
: أمُــحَــمَّـدٌ أقْـــــدِمْ فَــإنَّــكَ آمِــــنٌ
وَلَــوْ ازْدَلَـفـتُ حُـرِقْتُ حَـتّى مـا أُرى
.
يــامَــنْ بِــنـورِ اللهِ سِـــرْتَ مُـكـافِـحاً
ظُــلُـمـاتِ جَــهْــلٍ لِـلـتَّـفَـكَّرِ نــاشِـرا
.
وَسَـنَـنْتَ لِـلْإنْـسانِ أعْـظَـمَ شِـرْعَـةٍ
بَـزْغَـتْ مِــنَ الْـقُـرآنِ فَـجْـراً مُـسْفِرا
.
أرْسَــيْــتَ مَـمْـلَـكَةَ الْـمَـآثِـرِ جــاعِـلاً
آسـاسَـهـا الْأخْـــلاقَ عُـــدْنَ مَــآثِـرا
.
بَـيَّـنْـتَ لِـلـنّـاسِ الْـمَـحِـجَّةَ مُـشْـفقاً
وَرَجَــــوْتَ مَــنْـجـاةَ الْــبَـرِّيَّـةِ صــابِـرا
.
وَحَـمـلتَ مــا آدَ الْـجِـبالَ مِــنَ الْأذي
وَوَقَــفْـتَ تَــدْعـوا لِـلـسَـبيلِ مُـثـابِـرا
.
وَعَـفَـفْت عَـنْ لـينِ الْـمَعيشَةِ مُـؤثِراً
مــا عِـنْـدَ رَبِّ الـنـاسِ لا دُنـيـا الـثَرى
.
وَرَفـعـتَ مِــنْ قَــدْرِ الـضـميرِ وَوَخْــزِهِ
وَهَـتَـفْـتَ تَــدْعـو لِـلْـفَـضيلَةِ مُـخْـبِرا
.
: إنّــــي بُــعِـثْـتُ مُـتَـمِّـمـاً لـمـكـارمٍ
مِـــنْ خَــيـرِ أخْـــلاق الأنــامِ مُـقَـدِّرا
.
عَــفُـواً سَــخْـاءاً عِـفَّـةً تَـقْـوى فَــإنْ
ذَهـبَـتْ فَـقَـدْ فَـنِـيَ الْـجَـميعُ تَـبَـخُّرا
.
عـــانَــيْــتَ آلامَ الــتَّــيَــتُّـمَ بـــاكِـــراً
فَــبَـذَلْـتَ لِـلْـعـافينَ وَجْــهـاً مُـبْـشِـرا
.
وَسَـخَـوْتَ كـالْـمُزُنِ الـمُـؤَمَّلُ صِـيـبَها
وَلَـبَـعْـضُ هَـطْـلِـكَ مـــا أنــارَ بَـصـائرا
.
أبْـغَـضْتَ فــي الـنَّـفْس الـتَّـكْبُّرَ آنِـفاً
أنْ يَــلْـبَـسَ الْــفـانـونَ كِــبْـراً مِــئْـزَرا
.
وَلْــقْـدْ صَـنَـعْتَ مِــنَ الـتّـواضُعِ عِــزَّةً
فَـحُـفِـفْتَ بــالألَـقِ الْـمَـهيبِ فَـأزْهَـرا
.
مـاأنْـصَـفَ الْــعـادونَ ذِكْــرَكَ وَيْـحَـهُمْ
جَـهِـلوا شَـمـائِلَكَ الْـعَـظيمَةَ مَـخْـبَرا
.
سُـحْقاً لِـنوْمٍ الْـمُسلِمينَ فَـقَد عَسا
عَـبْـرَالْـقُـــرونِ وَمــايُـــعَــــدُّ مَــعـاذِرا
.
يـاسَـيِّـدي أتْـبـاعُـكَ ابْـتـاعـوا الــدُّنـا
بِـالـدّيـنِ مـــا ظَــنّـوهُ بَـيْـعـاً خـاسِـرا
.
وَتَــفَـرَّقـوا شِــيَـعـاً وَتَـلْـعَـنُ بَـعْـضَـها
ضَــلّـوا سَـبـيـلَ الْــحَـقِّ دَرْبـــاً نَــيِّـرا
.
فَـتَـكـالَبَتْ أُمَــمُ الْـبَـسيطَةُ نَـحْـوَهُمْ
يَــدْعـونَ بَـعْـضـاً فَـهْـوَ أكْــلٌ أُحْـضِـرا
.
لَــمْ يَـبْقَ مِـنْ هَـمَلِ الْـعُلوجِ مُـداهِناً
إلّا وَقَــــدْ ألْــقــى الْـلِّـثـامَ وأسْــفَـرا
.
شَــرِهَــتْ إلَــيْـنـا أنْــفُـسٌ مَــرْذولَـةٌ
رَعَــــدَتْ لِــهَــوْلِ لِـقـائِـنـا لَــوسُـعِّـرا
.
بَــعْـدَ الـصَّـحـابَةِ وَالْـخَـلائـفِ بَـعْـدَمـا
غَـلَـبَـتْ سَـواعِـدَنا الـضـئيلةُ قَـيْـصَرا
.
وَتـنـاوَشَتْ إسْــوارَ كِـسْـرى أكْـفُـفٌ
شُــعْـثٌ بِــديـنٍ قَــدْ غَــدَوْنَ نَـضـائِرا
.
مِــنْ بَـعْـدِ جَــوْعٍ قَــدْ قَـراهُمْ رَبُّـهُمْ
وَبـأمْـنِ خَــوْفٍ صــاغَ مِـنْهُمْ عَـسْكَرا
.
فَــسَـرَتْ خُــيـولُ اللهِ تَـطْـوي فُـرْقَـةً
وَتُــشـيـدُ بِــالْـعَـزْمِ الْـوَثـيـقِ مَـنـائِـرا
.
حَـتّـى إذا هَـجَـروا الْـكِـتابَ وَأوْغَـلـوا
فـي حـالكٍ مِـنْ جَـهْلِهِمْ مـا أُحْـسِرا
.
سَـقَـطوا بِـوْحْـلِ الــذُّلِّ لَـيْسَ بِـزائِلٍ
إلّا بِــأوْبَــتِـهِـمْ لِــنَــهْـجِـكَ حُـــسَّــرا
.
روحـــي أبــا الـزَّهْـراءِ صَـوْبَـكَ تـائِـقُ
والْـقَـلْبُ ســاحَ إلــى رِيـاضِـكَ زائِــرا
.
وَالْــعَـيْـنُ تَــــذْرِفُ بـاشْـتِـياقٍ لَـيْـتَـها
نَــظَــرَتْ لِـوَجْـهِـكَ إذ تُـنَـعَّـمُ نــاظِـرا
.
مَـــوْلايَ قَـــدْ وَقَـفَـتْ بِـبـابِكَ ذِلَّـتـي
تَـعْـنـو وَنَــظْـمٌ مـايَـلـيقُ وَلَــوْ حَــرى
.
لــكِـنَّ فَـضْـلَـكَ مَـطْـمَعٌ لِـخَـصاصَتي
هَبْ لي الْشفاعَةَ يَوْمَ يُمْتَحُنُ الْوَرى
..............
أحمد قطيش