مجلة حـــــروف من نــــــــور مجلة حـــــروف من نــــــــور

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

النظرات الأخيرة ..قصة قصيرة بقلم / بثينة هيكل











كعادتها تقف كل صباح لتناول الوجبة المقررة ..تنبعث أشعة الشمس لجعل الجو أكثردفئًا ، يأتي لها وعلامات الرضا على وجهه ، يمد يده ليشعر بجسدها الدافي يلامس أنامله  ، رمقته  بعينيها الواسعتين الصامتتين ،زاد في تدليلها ، إستشعرت أن هناك شيء ليس عاديًا ، تنحى جانبًا مستندًا بظهره للحائط ، رَمقَ إليها النظر إذ بدموعة تتساقط .. تعجبت لحاله اليوم ..حاورته بنظراتها ، كان يفهم تلك النظرات جيدًا ، فكم كانت مؤنسته يشكي لها همومه ، كانت تفهمه وتُخفف عنه ..قضى بجوارها ساعات قبل أن تُغادر تاركة له فراغًا كبيرًا .
سمع الصوت يأتي من الخارج مُناديًا عليه : يا عوض هاتها بسرعة هنتأخر .
وضع رأسها بين كفيه ليطبع قبلة على جبينها مودعًا إياها ، تسمرت عيناه حين رأى تلك الدمعة المتحجرة التي تأبى الخروج من مقلتيها..يأتي الصوت من الخارج ليستعجله .. يُرافقها لباب السيارة وبكل رفق يُساعدها على الركوب . لتنطلق  السيارة بها وتختفي .
كانت تشعر بأنها ضائعة لا تعلم إلى أين هي ذاهبة أو أي مصير ينتظرها .. دقات القلب تتزايد والجسد يرتجف .. السيارات الكثيرة والضوضاء يبعث الخوف والرعب لها هذا ما جعلها تحاول القفز من السيارة هربًا .. تتوقف السيارة فجأة ويأتي ذلك المتعجرف ليُمطرها ضربًا  عقابًا لها على فكرة الهرب ..يوثقها جيدًا بالحبال ويواصل السير وهو يسُب ويلعن حتى وصل بسيارته لمقرها الأخير ..حاول إنزالها ، أبت .. أمسك بعصا كبيرة ليُعاقبها ، ولكن أمسك رجل منه العصا وطالبه بالرحمة
وقام بمساعدته لإنزالها برفق .. زاد فزعها حين تجمع حولها الصبية  مهللين فرحين بقدومها
قام أحدهم بتقديم الماء  لها وبعدما إرتوت .. قاموا بتوثيقها  من جديد جيدًا وأطرحوها أرضًا  وهي تحاول جاهدة مقاومتهم حتى تنجوا ، ولكن كانت شفرة الجزار أسرع منها لتصدر خوارها .
.......
بثينة هيكل




التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مجلة حـــــروف من نــــــــور

2016