كتبت إلى القدس الشريفة .. وقد أعلن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب عام ٢٠١٩ عام القدس .. ونشرت في ديوان " لم يفهموك "
_____________
للحرف ذاكرة أريد لها فما
مــــــن يُقنع الزيتون أن يتكلما
يا حافيات قد مشينَ على دمي
وبكاؤكن يمازج الدمع الدما
نعشي على كتفي وعمري فوقه
شيَّعتُ تاريخي عليه تندما
قابيل بعض دمي وتلك حكاية
بدئت .. وصرت أخاف أن لا تُختما
ما للوجوه حزينة يا صاحبي
والناي يذرف حزنه مستفهما
نحن الحيارى في الطريق فمن لنا
إن خاننا القمر الوحيد وأظلما
ما تفعل القطعان والأنياب في
أجسادها .. والذئب صار محكّما
اصرخ فوادي النمــــل من قرنين قد
دلّى يديه بجنبه واستسلما
لا يحطمنكم الجنود فإنه
زمنٌ تناسى في الحساب المسلما
إن الذي جعــــل السلام شــــريعة
هو نفسُ من جعل الهوان مُحرّما
**
ملْ بي إلى الزيتون إن حديثه..
شجَنٌ.. وإن غلب البكاءُ فأبْهَمَا
يحكى لي الزيتون أن غمامـــة..
حنَّت فكان الحبُّ أول ما همىٰ
يحكى لي الزيتون أن حمامة..
رنّت على وجعِ المسيح ومريما
يحكى لي الزيتون أن كنيسة..
كانت بمسجدها المجاور أرْحما
يحكى لي الزيتون وهو يرفُّ عن
شفتين قد غلب البكاء عليهما
فبكي ورد على العيون ثيابه..
والحرف في شفتيه غاب وتمتما
فخجلت من عين هناك صبية..
لم تثنها القضبان عن أن تحلُما
من طفلة دُفِعت إلى سجّانها..
لتفكَّ في العربِ اللســان الأبكما
يحكى لي الزيتون عن فلَّاحة..
كانت هنا تمشي فتبدع موسما
وتمدُّ ضحكتها فترسم جنةً..
ويطير عن يدها الحمـــــــام مُسَلِّما
عصبت على أحزانها كوفيَّةً..
وبصبرها سقت الأعادي علقما
كان اليبوسيون من أجدادها..
غرسوا جوار النبع تلك الأعظُما
من قبل تاريخ البلاد تعلموا..
فيها البــــناء مع الغــــــــــــناء ترنُّما
في أور سالمَ رتَلوا أورادهم..
للحب في وطن إلى الله انتمى
ذابوا بملح الأرض حتَّى أنهم...
كانوا حجارتها إذا الرامي رمى
**
يا أورشاليم السلام علــــيك من ...
وجــــع الهديل إذا بكى وتألّما
جعلوك يا أرض السلام مخــــافة ً ...
حتى غدا ماء الجداول كالظما
خفض الحمام إلى الرصاص جناحه...
ما للرصاص يصرُّ أن لا يفهما
قالت له التوارة تلك ديارهم ...
فمشى على فمها .. وداسَ .. وكمَّما
والحقُّ كالشمس العفيّة كلّما ..
حجبوه .. شقَّ حجابهم وتبسّما
**
عربية القسمات يا ابنة أضلعي ...
ويــداك أحنى الأمهات ترحُّما
كيف ادَّعــــــوك وكل شامة عزّةٍ
في وجهك العربي تَفضح مجرما؟!
آويت إبراهيم من يد ظالمٍ ...
وأتاك دواوود النبيّ مُـعظِّما
وهنا حـــبا عيسى ابن مريم حبوه ...
وكأنّه عـودٌ بحنطتها نما
وهنا مشت قدم الحبيب محمد ...
فتحولّت أرض الصلاة إلى سما
وأتي لك الفاروق يقـــــطع رحلة ...
ليقيم فيك العدل ديــنا قيِّما
لم يبن مسجده بهدم كنـــيسة ...
لكن بنى جُدُر السلام ورمَّما
حتى أتــــــــت ريح الشمال بوجهها ..
وسواد أغـربة عليها حوّما
فأتى صلاح الدين يرجع سعيها ...
عينا مُنكّسة .. وأنفاً مرغما
يا وعد بلفورَ الزمان تعاقبٌ ...
ستعود من بعد البناء محطما
كف القويِّ كعلَّة بمضارع ...
ستجيء لام الأمــر حتى تجزما
الله جاء بكم لفيفا فانظروا ..
إني أرى الطرق امتلأن جماجما
**
يهوي الفراش على اللهيب وما درى ...
أن الطماعة بعضُ أشكال العمى
فافرح بموتك أيها الكذب الذي...
أمسى على نار الفناء مُحوِّما
في قلب هذا الليل تسكن نجمةٌ ...
يوما ســــــتوقظ في السماء الأنجُما
علاء جانب