تصاعدت الأبخرة والروائح من الأواني المتراصة بصعوبة فوق الموقد الصغير، أشاعت جو من الدفئ والسعادة بين الأطفال بينما جلست الأم تنظر إليهم وقد زادت إبتسامتها الغرفة إشراقًا وهي تتابع أطفالها يلعبون،لايعكر يومها سوى صوت القطرات المتساقطة من ماسورة صرف حوض المطبخ، ذلك الصوت الذي يذكرها دائما بعجزها عن إصلاح أي شيء وكل شيء، يسأل الأطفال عن الطعام فتجيبهم: الصبر، وتتابع تقطيع حبات الخضار بسكين ذات يدٍ مكسورة، تقف أمام الموقد وتسارع في توزيع الطعام في الأطباق مع هتافات الأطفال، تضع الأطباق على الأرض ويلتف حولها الأطفال ينظر الجميع لقطع البطاطس والباذنجان وقليل من بواقي طعام اليوم السابق وينظرون لوالدتهم التي تبادرهم بإبتسامتها وتقول : نسيت السلطة، وتحضر الطبق وتضعه وسط الأطباق وتداعب الأطفال بعبارات تحثهم على الأكل، يبدأ الاطفال في الأكل وتقطع الأم لقمة من الخبز وقبل أن تمدها للطعام تمسك برغيف وتبدأ في تجميع القليل من القليل في كل طبق تلمح السؤال في أعين الأطفال فتجيبهم قبل أن يسألوا بأنه طعام والدهم، تأكل لقيمات بسيطة وتمضغ الطعام ببطء وتشبع مع تناول أطفالها الطعام، تحمد الله على حياتها البسيطة وعندما سألتها ابنتها عن أمنيتها في الحياة لم تجد ما تقوله سوى : أتمنى أن نصلح ماسورة صرف المطبخ .
..............
إيناس سيد