وهيأني المساءُ لك...
وهيأتُ المساءَ لطلعةِ البدرِ...
وهيأتُ الخيالاتِ،
وأوراقي،وأقلامي،وفرشاتي
لأرسمَ صورةً لكِ من خيالي
ولم تركِ العيونُ سوى
بأحلامِ المساءاتِ.....
فقط بيني وبينك هاتفٌ
منهُ يطلُّ على وجهُك ضاحكاً
وكأنما شفتاك يا همسَ الهوى عشُّ الهلالِ
تُرى تستشعرُ الأسلاكُ ثورةَ مهجتي
قد أشعلتْها ضحكةُ الشلالِ التي تسرِى
بآذاني المشوقاتِ
ترى تستشعرُ الأجواءُ من حولي
رعودَ الكهرباءِ تمرُّ في جسدي
تزلزلهُ عذوبةُ همسِكِ العاتي
فصوتُك جنةٌ
والحُورُ فيها هائماتٌ
منشداتٌ،رائحاتٌ،غادياتٌ
تعانقُ في الفضا بيضَ السحاباتِ
وكم رسمتْ يدي صورًا وما رسمتْ
وكم قطفتْ يدي ثمرًا وما قطفتْ
وكم طبعتْ شفاهي في الهوى قُبَلاً وما طبعتْ
وكم ضمّتْ عيوني من حبيبٍ في المساءِ
ويهجرُني إذا الصبحُ ارتقى الغيماتِ !
ويترُكني ألملمُ ما تبقّى من قصاصاتي
أكادُ أُُجَنْ.....
فهل تمشي خيالاتي على الأرضِ ؟
وهل صدقتْ نُبؤاتى؟
تُراهُ يعودُ قلبي من لظى أسفارِهِ
فوق الجوادِ وخلفَهُ ليلَى..؟
تُراهُ يعودُ فوق جوادِهِ ملقًى
جريحَ هوى الخيالاتِ..؟
أكادُ أجنْ....!!
فأيُّ الحورِ أنتِ..؟
وأيهنّ سيرسمُ القلبُ،
ومن منهنَّ يرسمُها لكِ العقلُ،
وهل تأتين يومًا صورةً لا غيرَها
تحيا خلودًا في مخيّلتي
وتد فيءُ بردَ ليلاتي !؟
فقلتِ: أراكَ بعد غدٍ
تسرُّ العينَ رؤياك َ
على أملٍ تجيءُ لزهرةٍ ظمأى
لماءِ الحبِّ يقطرُ من خلاياكَ
وهذِى بعضُ شاراتي:
بلونِ المرمرِ العاجيّ لونِي...
وشَعرِي من عِقالِ الشمسِ ينحدرُ
ولي عينانِ لامعتانِ رائقتانِ
مائلتانِ للبني في الفنجانِ
ولي شفتانِ كالياقوتِ وردًا بلَّهُ المطرُ
وبين أناملِي عودٌ من الريحانْ
وبعد العصرِ عند النهرِ تلقانِي
رأيتُك..يا لروعةِ ما رأيتُ
مواتًا كنتُ........
ثم بعثتْ
...................
أتيتِ الآنَ..
ليتكِ ما أتيتِ،
ولا أنا للأيامِ جئتْ
فحبُّك أفقدَ العقلَ الصوابَ
وأنساني مقامرةَ السنينَ علىَّ
والعمرَ الذي أمسَى سرابًا حيثُ كنتْ...
ومُنهزمًا تركتُ قصائدي فوقَ النجيلِ،
وصورةً أبدعتُها لكِ من خيالي...
ثم عدتْ....
فأنتِ "ديدمونةُ"قد أحبّتْ،
غرَّها هذا" العطيلُ" الكهلْ
أرادَ الحُبَّ من زمنٍ يقابِلُهُ بوجهِ الموتْ
وتخبرُني الهواتفُ عن سؤالِكِ...
لا أردْ !!
دعوتُكِ للحياةِ أنا الذي
لم أنهل الحبّ/الحنينَ،
ولم أذقْ طعمَ الحياةِ,
وما فهمتُ من البدايةِ أنها كانتْ
مكالمةً خطأْ........!!
......
السيد جلال