وَ لَما تَجَرَّعْتُ كَاسَ التَّمَنِّيْ
.
تَخَيَّلْتُ أنِّي غَدَوْتُ وَلِيدَاْ
.
فَعَلَّقْتُ نَفْسِيْ بِحَبْلِ الأمَانِيْ
.
وَ فُوجِئْتُ أنِّيْ مَضَيتُ وَحِيدَاْ
.
وَ ضَاعَتْ خُطَانَا و ضِعْنَا سَوِيًّا
.
وَ صَارَ التَّلَاقِ سَرَابًا بَعِيدَاْ
.
وَ نَبْكِ لأَنَّا نُكَابِرُ شَوْقًا
.
وَ نَدْفِنُ فِينَا جِرَاحًا وَ عِيدَاْ
.
كَأَنِّي إذَ مَا أذَقْتُكِ فَرْحًا
.
تَجَرَّعْتُ مِنْكِ كُؤُوسَ الوَعِيدَاْ
.
وَ رُحْتِ بِغَيْرِ الْتِفَاتٍ وَ غِبْتِيْ
.
لِتَتْرُكِ فِيَّا عَذَابًا شَدِيدَاْ
.
فإنْ كُنْتِ يَا اْبْنَةَ قَلْبِيْ عَذَابًا
.
سَأطْلُبُ مِنْكِ عَذَابًا مَزِيدَاْ
.
لأنِّيْ أُحِبُّكِ رَغْمَ التَّخَلِّيْ
.
فَلَا هَمَّ لِيْ أنْ أمُوتَ شَهِيدَاْ
.
وَ لَا هَمَّ لِيْ إنْ سَكَنْتُ الدِّيَارَ
.
وَ لَا هَمَّ لِيْ إنْ غَدَوْتُ شَرِيْدَاْ
.
وَ جَدْتُّ النِّهَايَةَ فِي مُبْتَدَاكِ
.
كَأنَّ البِدَايَةَ أضْحَتْ جُمُودَاْ
.
فَكَمْ كَانَ قَلْبِيَ بُرْكَانَ شَوْقٍ
.
فَعُدْتُ كَمَا كُنْتُ يَومًا جَلِيدَاْ
.
فَإنِّيْ تَعَوْدْتُّ مِنْكِ جَفَاءًا
.
و لَيْسَ بَطَبْعِ الجَفَاءِ جَدِيْدَاْ
.
كَأنَّكِ لَا تَنْعَمِيْنَ بِرُوْحٍ
.
وَ أنَّ الذِيْ بِالضُّلُوْعِ حَدِيْدَاْ
.
فَلَا ذَنْبَ أنَّكِ دُونَ دِمَاءٍ
.
فَلَيْسَ لِمَجْرَىْ الدِّمَاءِ وَرِيْدَاْ
.................
فهد حميد