فِنْجَانُ قَهْوَتِهَا لَذِيذٌ طَعْمُهُ
طَعْمَ الْكِرِيزِ إِذَا مَرَرْتُ بِثَغْرِهَا
النَّبْضُ فِي قَلْبِي يَدُقُّ وَتِينُهُ
لَمَّا رَآَنِي قَدْ ظَفَرْتُ بِخَمْرِهَا
وَعُيُونُهَا ذَبَّاحَةٌ وَرُمُوشُهَا
غَمَزَتْ لِعَيْنِي فَانْجَرَفْتُ بِبَحْرِهَا
وَيْلِي أَنَا لَمَّا لَمَسْتُ كُفُوفَهَا
نَارُ الْغَرَامِ تَزَايَدَتْ مِنْ جَمْرِهَا
زَادَتْ وَقَالَتْ يَاحَبِيبِي ضُمَّنِي
فَهَمَمْتُ ضَمًّا فَالْتَصَقْتُ بِصَدْرِهَا
تُفَّاحَتَانِ عَلَىٰ طَرِيقٍ مَرْمَرٍ
قَطَعُوا الطَّرِيقَ فَمَا وَصَلْتُ لِنَحْرِهَا
عَجَبًا عَلَىٰ تِلْكَ الْفَتَاةِ وَسِحْرِهَا
لَمَّا تَمَايَلَتِ الْفَتَاةُ بَخَصْرِهَا
قَامَتْ وَأطْفَأَتِ السِّرَاجَ بِكَفِّهَا
ضَجَّتْ حَوَائِطُ غُرْفَتِي مِنْ مَكْرِهَا
فَأَرَدْتُ أَهْرَبُ مِنْ لَهِيبٍ لَفَّنِي
فَتَمَنَّعَتْ بِدَلَالِهَا وَبِسِحْرِهَا
قُلْتُ الْحَيَاءَ أَيَا حَيَاءُ تَرَكْتَنِي
فَرَأَيْتُهُ مُسْتَهْزِءًا مِنْ شَرِّهَا
وَأَدَارَ وَجْهًا نَحْوَ وَجْهِي قَائِلًا
أنْتَ الْعَفِيفُ لِمَ انْعَطَفْتَ لِخِدْرِهَا
غَادِرْ طَرِيقَ الْعِشْقِ وَاهْجُرْ نَهْجَهُ
ثُمَّ اغْتَسِلْ ثُمَّ اسْتَعِذْ
مِنْ وِزْرِهَا
قَدِّمْ إِلَىٰ مَوْلَاكَ تَوْبَةَ تَائِبٍ
وَانْعَمْ بِسُكْنَىٰ فِي الْجِنَانِ وَعِطْرِهَا
فِنٰجَانُ قَهْوَتِهَا مَرَارٌ طَعْمُهُ
هَيَّا ابْتَعِدْ لَاتَقْتَرِبْ مِنْ مُرِّهَا
........
محمد عبد الله المراغي