اليومَ أُوْلَدُ من جديدٍ بعدما
دار المشيب على حصون شبابي
أرغمتُ نفسِي أن تعودَ لرشدِها
وتعيشَ سالمةً بلا أعطابِ
وأزحتُ أكواماً من الأوهامِ قد
كانت تؤرِّقُني بلا أسبابِ
إنِّي أعيشُ اليومَ حرَّاً إذ أنا
مزَّقتُ ثوباً لم يكن جلبابي
طهَّرتُ نفسِي من مساوئِها التي
كانت تؤجِّجُ محنتِي وعذابِي
وغدوتُ أسعى في طريقي أتقي
زيفَ الأماني في بريقِ سرابِ
اليومَ قد كتبَ الزمانُ مفاخرِي
أنِّي نهضتُ برغمِ كلِ صِعابِي
خمسون عاماً من حياتي قد فنت
جدَّدتُها أملاً أضاءَ رحابِي
لا يأسَ فيها يعتريني إنَّني
أغلقتُ دونَ سبيلِهِ أبوابي
سأصونُ نفسي من زوابعِ ضعفِها
وأسوقُها جبراً لكلِّ صوابِ
وأصوغُ طينتَها سبائِكَ جوهرٍ
لمَّاعةً بالنورِ مثلَ شهابِ
قد حان وقتي أن أعودَ لصبغتي
ما كنت يوماً راغباً لخضابِ
وسأرتقي بين الشوامخِ ساطعاً
كالشمسِ في الآفاقِ دون غياب ِِ
...........
إبراهيم بديوي