هوَ لن يعودَ
فكيفَ أفهمُ ما جرى
في لحظةٍ أدمى الجميعَ وغادرا
لم ينتظرْ شريانُهُ حتى أقايضَهُ
بأعضائي فؤادًا آخَرَا
هو هكذا مذ كان طفلاً
كان أسرع نيزكٍ
وكذا يغادر باكرا
أنزَلْتُهُ بيديَّ كي لا يوجعوهُ
فقد تألَّمَ في الحياة وكابَرا
يا كفَّ دافِنِه..برفق ٍ
إنني سأموتُ إن آذى الترابُ
الطاهرا
وضعوا الحجارةَ فوق قلبك يا أخي
أم فوق قلبي أوْدَعُوها يا ترى ؟!!
هذا الصباح بكل شيءٍ مؤلِمٌ
حتى صِغارُكَ يشبهون خناجرا
أبكيكَ ما اسطاعت عيوني يا أخي
أرثيكَ ما جرح الصراخُ حناجرا
أبكيك أصرخ ثم أنزف ثم أصرخ
ثم أشْتُمُ
ثم أسقط خائرا
أبكيك حتى أستعيد توازني
وأعود أرسم في البكاء دوائرا
أنا لا أصدق أن تموت وأن أظلَّ
وداخلي تبني الحياة مقابرا !!
لِمَ كلَّنا أحياءُ إلا أنتَ
ساعدني
لأفهمَ يا حبيبي ما جرى...
........
د. محمد الأمين