هي عائشة محمد علي عبد الرحمـــن، ولدت سنة 1912 في مدينة دمياط شمال مصر.
نشأت في بيت علم ودين، كان والدها مدرسا بالمعهد الديني بــدمياط،
وجدّها لأمها كان شيخا بالأزهر الشريف، وقد تلقت تعليمها الأولى في كتاب القرية،
حفظت القرآن الكريم، ثم أرادت الالتحاق بالمدرسة عندما كانت في السابعة من العمر،
ولكن والدها رفض ذلك،
فتقاليد الأسرة تأبى خروج البنات من المنزل و الذهاب إلى المدرسة،
فتلقت تعليمها بالمنزل و قد بدأ يظهر تفوقها ونبوغها في تلك المرحلة عندما كانت تتقدم للإمتحان فتتفوق على قريناتها بالرغم من أنها كانت تدرس في المنزل.
[ ... ذلك لأني بحكم نشأتي في بيت علم ودين ، ألفت منذ الصغر أن أصغي بكل وجداني إلى هذا القرآن ، وأن أتلو آياته في تأثر وخشوع،.. ] ص14 من الجزء الأول من كتابها - التفسير البياني للقرآن الكريم.
إلتحقت بجامعة القاهرة لتتخرج من كلية الآداب قسم اللغة العربية سنة 1939 م
و كان ذلك بمساعدة أمها فأبوها كان يأبى ذهابها للجامعة،
وقد ألفت كتاب بعنوان الريف المصري في عامها الثاني بالجامعة ، ثم نالت الماجستير بمرتبة الشرف الأولى عام 1941م.
كانت بنت الشاطئ كاتبة ومفكرة و أستاذة و باحثة ونموذجا للمرأة العربية
التي حررت نفسها بنفسها ، فمن طفلة صغيرة على شاطئ النيل في دمياط
إلى أستاذ للتفسير و الدراسات العليا في كلية الشريعة بجامعة القروين في المغرب ،
و أستاذ كرسي اللغة العربية و آدابها في جامعة عين الشمس في مصر
و أستاذ زائر لجامعات أم درمان 1967م و الخرطوم في السودان،
و الجزائر 1968م، وبيروت 1972 م ، وجامعة الإمارات 1981م
وكلية التربية للبنات في الرياض 1975-1983 م.
تدرجت في المناصب الأكاديمية إلى أن أصبحت أستاذا للتفسير و الدراسات العليا
بكلية الشريعة بجامعة القروين بالمغرب،
حيث قامت بالتدريس هناك ما يقارب العشرين عاما.
ساهمت في تخريج أجيال من العلماء و المفكرين من تسع دول عربية قامت بالتدريس بها،
قد خرجت كذلك مبكرا بفكرها وقلمها إلى المجال العام، وبدأت النشر منذ كان سنها 18 سنة في مجلة النهضة النسائية، وبعدها بعامين بدأت الكتابة في جريدة الأهرام
فكانت ثاني امرأة تكتب بها بعدالأديبة مي زيادة،
فكان لها مقال طويل أسبوعي،
وكان آخر مقالاتها ما نشر بالاهرام يوم 26 نوفمبر 1998.
وكان لها مواقف فكرية شهيرة، و اتخدت مواقف حاسمة دفاعا عن الإسلام،
فخلفت وراءها سجلا مشرفا من السجلات الفكرية التي خاضتها بقوة.
مؤلفاتها:
- في مكتبة الدراسات القرآنية و الإسلامية:
- التفسير البياني للقرآن الكريم ( جزء أول و ثاني)
- الإعجاز البياني و مسائل ابن الأزرق.
- مقال في الإنسان ، دراسة قرآنية.
- القرآن والتفسير العصري.
- مع المصطفى ، في عصر المبعث.
- نساء النبي صلى الله عليه وسلم.
- أرض المعجزات، رحلة في جزيرة العرب.
- وفي مكتبة الدراسات العربية:
- رسالة الغفران، نص محقق.
- الغفران، دراسة نقدية.
- قيم جديدة للأدب العربي، القديم و المعاصر.
- تراثنا بين ماضٍ وحاضر.
- الخنساء.
- الصاهل و الشاجح، نص محقق لأبي العلاء.
كتاب: التفسير البياني للقرآن الكريم :
تقدم الدراسة في هذا الكتاب ، محاولة جديدة في تفسير القرآن الكريم،
تتجه إلى فهم إعجازه البياني بعيدا عن شطط التأويل،
واعتساف الملحظ، وإلى تذوق أسراره البلاغية على هدى التتبع الدقيق
لمعجم ألفاظه، والتدبر الواعي لنظمه البيانية الخالدة ،
التي يجب أن يتصل بها كل ذي عروبة أراد أن يكتسب ذوقها المصفى في الأداء،
ويدرك مناط سحره ، كل صاحب قلب يعي ..
لقب بنت الشاطئ :
كانت عائشة عبد الرحمن تحب أن تكتب مقالاتها بإسم مستعار،
فأختارت بنت الشاطئ لأنه كان ينتمي إلى حياتها الأولى
على شواطئ دمياط والتي ولدت بها، وقد كانت تكتب المقالات بإسم مستعار
حتى توثق العلاقة بينها وبين القراء وبين مقالاتها ،والتي كانت تكتبها في جريدة الأهرام،
وخوفا من إثارة حفيظة والدها كانت توقع بإسم بنت الشاطئ أي شاطئ دمياط الذي عاشقته في طفولتها.
جوائزها:
حصلت الدكتورة عائشة على الكثير من الجوائز ،
منها جائزة الدولة التقديرية في الأدب في مصر عام 1978م،
وجائزة الحكومة المصرية في الدراسات الإجتماعية ، والريف المصري عام 1956م.
ووسام الكفاءة الفكرية من المملكة المغربية، وجائزة الأدب من الكويت عام 188م،
وفازت أيضا بجائزة الملك فيصل للأدب العربي مناصفة مع الدكتورة وداد القاضي عام 1994م،
كما منحتها العديد من المؤسسات الإسلامية عضوية لم تمنحها لغيرها من النساء،
مثل مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، و المجالس القومية المتخصصة،
و أيضا أطلق أسمها على الكثير من المدارس وقاعات المحاضرات في العديد من الدول العربية.
وفاتها:
توفت عائشة عبد الرحمن عن عمر يناهز 86 عام
في يوم الثلاثاء 11 شعبان 1419هـ الموافق ل 01 ديسمبر 1998م.
......
د. يسري عبد الغني