أُريدُ من وَطَني ذا أن يُبَلّغَني
غيرَ الَّذي بَلّغوهُ سالفِ الحِقَبِ
لا تَلقَ غَيرَكَ إلا صابِرًا جَلَدًا
فالنّفسُ تَحْيَا بِوَعدٍ صارخِ الغَضَبِ
وانهَضْ لِيومٍ تُنارُ الدَّربُ فيهِ لَنا
فَوَالّذي عندَ بارئنا منَ العَجَبِ
فَلْيشهَد المارقونَ العابِرونَ لنا..
نَحنُ الّذينَ انتُكِبنا أَوّلَ الرَّجَبِ
أسمَعْتُ قَولي لَهُمْ: إنَّ الخَلاصَ يَظَلُّ (م)
وَعْدَ مَنْ سارَ جَهرًا في حِمَى النُّجَبِ
فَلْيفهَمِ النّاسُ أنَّا نَرْتَجي سَندًا
لمّا وَقَفنا حَيارَى غيرَ مُرتَغَبِ
فارْبَأْ بنَفسِكَ عَنْ مُسْتَوْصَفِ الفتَنِ
َمّا يُنادَى لها من أجلِ مُحْتَرَبِ
لا تَلْقَ مَولاكَ إلَّا واثِقًا آمِلًا
عَفوَ الإلهِ قَريبًا ماحِقِ النُّوَبِ
أنتَ الّذي ضامَرْتُهُ فاجْتَلى الحَزَنُ
وابتَثَّ بِشْرٌ رَقيقُ الوهْجِ كالشّهُبِ
لا يُخرِجِ القومَ ممَّا همْ بهِ أبَدًا
إلّا بِعوْدٍ جَميلٍ طاهرِ النَّسَبِ
لا يُصْلِحُ النّفْسَ إذْ كانَتْ مُدَبَّرةً
إلّا بِنهجٍ عَزيزٍ شارِفِ الرُّتَبِ
.......
محمود ريان