لا بابَ للمَنفى سوى عَطَشي ...
وهذا الملحُ أصغرُ من سُداي..
وبَحَثتُ عَن صَمتي، أجابَتني عُيونٌ صارَها
بَحرٌ تَجَرَّدَ من عَناصِرِهِ؛ لِتَختَلِطَ الجِهات.
ليسافِرِ العَطشى إلى لُغَةٍ تُعيدُ للَونِهِم..
مِلحَ الشِّفاءِ من اختِصارات اللُّغَة.
سأعودُ مِن سِحري أضيئُ لخطوتي شفَقًا يُعيدُ لِرحلَتي أثَرًا..
سئِمتُ مِنَ الرّمالِ الزّاحِفاتِ على مَنامي.
أنَذا أموتُ ولا أموتُ..
يظَلُّ زحفُ البيدِ يَنشَأُ مِن مَقامي..
يا بحرُ سلّم لي على من "طَرَّزوا" تلكَ العمائِمَ مِن عِظامي.
وانثُر بَقايا شَهقَتي مِلحًا على شَرَفِ التّراشُقِ بالحُطامِ.
ربّي السّلامُ...
أنا أخافُ على مقامِ الآمِنينَ من الغَرامِ!
يا بَحرُ أخبِر مَن تَباكوني...
سأولّدُ مِن مَناقيرِ الغَمامِ...
حِجارَةً تُهدي حُطامَكُمُ نَشيدًا مِن مَزاميرِ التّعامي.
لا تَركَبوا مَعَنا ...
سنولَدُ فوقَ جودِيٍّ بَعيد.
ونعيدُ للرّملِ ارتِعاشَتَهُ.. وللجُدرانِ أركانَ القَصيد.
يا نَملُ سيري في أمانْ..
لا خيلَ في أرضِ الملوكِ ولا دُخان..
وانا نَزَلتُ البَحرَ؛ علَّ المَوجَ يَمنَحُني براءَتَهُ...
وتَقبَلُني القِيامَة.
قُل: يا ذّوي القربى سلاما
لوَدَدتُ لو صارَت عَباءَةُ شيخِكُم يومًا غَماما.
وعَمائِمُ الدّاعينَ للسُّلطانِ أعشاشًا.. حَناجِرُهُم يَماما
ليَمُرَّ جيشُ الغارقينَ لقدسِنا بردًا .. سَلاما..
سيُؤَلِّفُ التّاريخُ بينَ كَذا وذا قَصَصًا سَتَشغَلُ شهرَزادًا ألفَ عامْ
وأبوحُ للبَحرِ المُتَوَّجِ بالمَخاطِرِ والعِظامْ:
أنا ما انكَسَرتُ، تَكَسَّرَ الموجُ الذي فَوقي..
ورَملُ حِصارِكُم تَحتي ...
وألوانُ الوُجوهِ ...
وكلُّ ما ورِثَ النَّعامُ عَنِ النّعامْ
البحرُ لا يَغفو... وصوتي لا يَنام..
صارَ المَجالُ بنا تَضاريسُ التّوَقُّعِ ... والشِّفاهُ بلا لُغَة..
قَومي أبَوا أن يفهَموا مأساةَ هابيلٍ..
وعاشوا خائفينَ على مَدائِحِهِم ...
لأنّ غُزاتَهُم عَشِقوا جُنونَ الرّيحِ كي يَغدو المَكانُ سِلاحَهُم ..
ورؤى الزّمانِ مُراوَغَة...
...........
صالح أحمد (كناعنة)
بَحرٌ تَجَرَّدَ من عَناصِرِهِ؛ لِتَختَلِطَ الجِهات.
ليسافِرِ العَطشى إلى لُغَةٍ تُعيدُ للَونِهِم..
مِلحَ الشِّفاءِ من اختِصارات اللُّغَة.
سأعودُ مِن سِحري أضيئُ لخطوتي شفَقًا يُعيدُ لِرحلَتي أثَرًا..
سئِمتُ مِنَ الرّمالِ الزّاحِفاتِ على مَنامي.
أنَذا أموتُ ولا أموتُ..
يظَلُّ زحفُ البيدِ يَنشَأُ مِن مَقامي..
يا بحرُ سلّم لي على من "طَرَّزوا" تلكَ العمائِمَ مِن عِظامي.
وانثُر بَقايا شَهقَتي مِلحًا على شَرَفِ التّراشُقِ بالحُطامِ.
ربّي السّلامُ...
أنا أخافُ على مقامِ الآمِنينَ من الغَرامِ!
يا بَحرُ أخبِر مَن تَباكوني...
سأولّدُ مِن مَناقيرِ الغَمامِ...
حِجارَةً تُهدي حُطامَكُمُ نَشيدًا مِن مَزاميرِ التّعامي.
لا تَركَبوا مَعَنا ...
سنولَدُ فوقَ جودِيٍّ بَعيد.
ونعيدُ للرّملِ ارتِعاشَتَهُ.. وللجُدرانِ أركانَ القَصيد.
يا نَملُ سيري في أمانْ..
لا خيلَ في أرضِ الملوكِ ولا دُخان..
وانا نَزَلتُ البَحرَ؛ علَّ المَوجَ يَمنَحُني براءَتَهُ...
وتَقبَلُني القِيامَة.
قُل: يا ذّوي القربى سلاما
لوَدَدتُ لو صارَت عَباءَةُ شيخِكُم يومًا غَماما.
وعَمائِمُ الدّاعينَ للسُّلطانِ أعشاشًا.. حَناجِرُهُم يَماما
ليَمُرَّ جيشُ الغارقينَ لقدسِنا بردًا .. سَلاما..
سيُؤَلِّفُ التّاريخُ بينَ كَذا وذا قَصَصًا سَتَشغَلُ شهرَزادًا ألفَ عامْ
وأبوحُ للبَحرِ المُتَوَّجِ بالمَخاطِرِ والعِظامْ:
أنا ما انكَسَرتُ، تَكَسَّرَ الموجُ الذي فَوقي..
ورَملُ حِصارِكُم تَحتي ...
وألوانُ الوُجوهِ ...
وكلُّ ما ورِثَ النَّعامُ عَنِ النّعامْ
البحرُ لا يَغفو... وصوتي لا يَنام..
صارَ المَجالُ بنا تَضاريسُ التّوَقُّعِ ... والشِّفاهُ بلا لُغَة..
قَومي أبَوا أن يفهَموا مأساةَ هابيلٍ..
وعاشوا خائفينَ على مَدائِحِهِم ...
لأنّ غُزاتَهُم عَشِقوا جُنونَ الرّيحِ كي يَغدو المَكانُ سِلاحَهُم ..
ورؤى الزّمانِ مُراوَغَة...
...........
صالح أحمد (كناعنة)