
مِنْ أَيِّ صَــوْبٍ باليَـراعِ أُنَمِّـقُ
والضَّـادُ تَزْهو بالجَلالِ، وَتَنْطِقُ؟!
مِنْ قَبْلِ (يَعْرُبَ) تَسْتَبينُ قُطوفُها
وَكَأَنَّـهــا مِــنْ كَـوْثَرٍ تَتَدَفَّــقٌ
تَخْـتالُ مَنْ بَلَغَ الفِطـامَ وَليـدُها
و لَأَنْـتِ مِنْ بَدْءِ الدُّنـا، بَلْ أَعْـتَقُ!
شَـمْسٌ.. عَلَى الآفاقِ مُدَّ رِداؤُهـا
في كُلِّ رابِيَةٍ تُنيرُ، وَتُشْرِقُ
مِنْ شُرْفَةِ التَّاريخِ.. تَبْدو مِثْلَمـا
نَجْمٌ عَلَى كَتِفِ الزَّمانِ يُحَلِّقُ
لُغَةٌ تَفَرَّدَ سِرُّها في مُحْكَمِ التَّـ (م)
ــنْزيلِ؛ جَلَّ لِواؤهـا، لا يُخْفَقُ
لُغَةٌ يَطــوفُ الدُّرُّ في أَرْجائِها
والحَـرْفُ فيـها حُلَّةٌ تَتَأَلَّقُ
في كُلِّ رَبْعٍ مِنْ رُبوعِـكِ جَنَّةٌ
مَنْ قـالَ إنَّ جِنـانَـها لا تورِقُ؟
فالسِّحْـرُ، وَالتِّبْيانُ في دَعَةٍ بِـها
إنَّ الـمَـدَى دونَ اتِّساعِكِ أَضْيَقُ
مَنْ ذا الذي يَصِفُ الجَمـالَ كِنايَةً
والحُسْـنُ أرْقَى، والحَقيقَةُ أَعْمَقُ؟!
في ساحَةِ التَّغْــريبِ.. أَلْفُ مُخَـرِّبٍ
جالـوا عَلَى أَسْوارِهــــا، وَتَشَـدَّقـوا
ظَنَّ العِدا.. جَوْرًا بِأَنَّكِ هامِشٌ
والطِّيبُ مِنْكِ مُطَـهَّرٌ، وَمُعَتَّقُ!
رَسَـموا الفَنـاءَ عَلَى جِــدارِ هُوِيَّتي
فَبَقيـتِ_رَغْمَ الكائِدينَ_ وَما بَقـوا
واللَّهُ صاغَ لَكِ الجَمــالَ بِأَسْرِهِ
حِصْنًا عَنِ التَّغْريبِ عَذْبٌ، شَيِّقُ
نَزَلَـتْ بِـهـا الآيـاتُ، فـازْدانَتْ بِـهـا
شَرَفًـا، يَتيـهُ عَلَـى رُباهـا الـمَنْـطِـقُ
فَوْقَ القِبابِ.. أَهِلَّةٌ، وَكَأَنَّــها
دِرْعٌ يَذُبُّ حِرابَـهُمْ، وَيُطَوِّقُ
ومُبَلِّغونَ _بِكُلِّ حَدْبٍ_ أُرْسِلوا
حَمَلوا الرِّسالَةَ في المَدَى، وَتَسابَقوا
كَي يَنْشُروا لُغَـةَ البَيـانِ عَلَى الرُّبَى
وكَأَنَّهــــا مُنْســابَةٌ تَتَـرَقْــرَقُ
نَثَروا شَذاهــا رِفْعَـةً، أَوَلَا تَرَى
أنَّ العَبيرَ بِحَرْفِهـا يُسْتَنْشَقُ؟
فالـرُّوحُ ظَمْــآى، والعُيـونُ قَـريرَةٌ
والقَـلْبُ في دَوْحِ البَـهاءِ يُحَـلِّقُ
في خِــدْرِها.. تَرْبو الشَّمـائِلُ رَيْثَما
تَمْشي عَلَى حَـدِّ الصِّراطِ فَتَسْبِقُ
إنَّ الجَـهالَةَ في الدُّنـَا أَنَّ الفَتَى
يَصْـبو بِـهـا، وَلِغَــيْرِهـا يَتَطَـرَّقُ!
***