بحيرةُ وحيٍ تلاها الأملْ
إلى رقعةِ البدرِ حتّى اكتملْ
يخبيءُ في صدرهِ حيرةً
تفتِّشُ عنها شباكُ الوجلْ
خيوطٌ من الضوءِ صيّادةٌ
لذكرى مجازٍ يُواسي الطّللْ
يعومُ بأحلامه كلّما
أتتهُ الليالي بنجمٍ أفلْ
فيَغرقُ يُغرِقُ من حولَه
بموجٍ على خدِّ ما قد حصلْ
وتمضي السِّنينُ على رِسلها
بصبحٍ يُعكّزُ ليلاً رفلْ
هدوءُ البحيرةِ في قاعهِ
براكينُ صبرٍ طواها الأزلْ
وكفُّ المشاعِرِ من مَائها
يجدِّفُ إحساسَ وعيٍ خذَل
فما بين ليلٍ وماءٍ مضى
بعينيّ قارَبُها مذ نزَل
أسيرُ على نجمها المُجتبَى
إلى شاطيءٍ من رمادِ الأولْ
تغوصُ به خُطوتي كلّما
تشبّثَ فيها رُفاتُ الزَّلل
فما بين ماءٍ وطينٍ سرت
بذي النونِ راحتُهُ في أملْ
يردِّدُ للمنتهى سُبحةً
تَداركَها القلبُ لما عَقلْ
بيقطينهِ كم سباهُ المدى
إلى أن توَلّى وحانَ الأجلْ
لتبقى على الصّمتِ أرجُوحةٌ
تهزُّ بها الرّيح روحَ العَجلْ
***
ساره حسان