مجلة حـــــروف من نــــــــور مجلة حـــــروف من نــــــــور

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

دموع الضـاد بقلم الشاعر المبدع / جابر الزهيري


سالت دموعُ الضادِفي صفحاتي
فاغرورقت من سيلها كلماتي
و تدفقت تروي ربوعَ صحائفي
لتنيرَ في أركانها بسماتي
و تصدَّ هولَ فجيعتي و تألُمي
و تؤازر الوجدانَ في مأساتي
تبكي لساناً نازعته حروفهُ
بضلالها في غابةِ اللكناتِ
أوقفتها علّي أكفكفُ دمعها
ناديتُها صبراً أيا مولاتي
فالدمعُ ألهبَ خاطري حتى بدا
نهرين من وجعٍ على وجناتي
و مشاعري نزفت مرارةَ لوعتي
فوق السطورِ فأحرقت صفحاتي
واستنطقت أم البيانِ بسؤلها
: كيف السبيلُ لتُستضاءَ حياتي ؟
كيف السبيلُ لنفحةٍ نسمو بها ؟
لا تبخلي أماهُ بالنفحاتِ
فأجابت الأمُ الرءومُ بعبرةٍ
مكلومةٍ حملت إليّ عظاتِ
: حاك الأعادي قول إفكإنه
نضبُ المعينُ و جففت قنواتي
و أصابني سهمُ المنونِ بطعنةٍ
شقّت فؤادي و استباحت ذاتي
قالوا : عقيمُ الفكرِ أغطشَ ليله
فوق الصحائفِ فارتضيتُ سُباتي
ما عدتُ أقوى أن أسايرَ نهضةً
و تنصلت مِنّي جميعُ سماتي
و طرقتُ أبوابَ التقدمِ خلسةً
ما فتَّحتْ أبوابَه طرقاتي
بكلامِهم حممٌ تصبُ لهيبَها
في داخلي و تحطُّ من قدراتي
بمدادِهم برزت نصالُ خيانةٍ
رامت مع التضليلِ وأدَ بناتي
لحنٌ سرى بالقولِ بارزَ روعتي
و بلاغتي و فصيحِ مدلولاتي
كالسوسِ ينخرُ في مداخلِ قلعتي
و أنا أصيحُ الغوثَ أين حُماتي ؟
أين الأُلى حملوا مشاعلَ نهضتي
وازدانَ قولهمُ بطيبِ صفاتي ؟
ولّوا كما ولّى زمانُ تألقي
أم أُسكنوا لحداً جوارَ رفاتي
حسِبوا غثاءَ السيلِ نبعَ فصاحةٍ
هُرعوا إليه فجُددت آهاتي
ظنّوا بأن الضادَ شاخَ بريقُها
و توقفت عن فعلها حركاتي
و ترنحت فوقَ السطورِ فيالقٌ
من أدمعٍ تنعى عصورَ ثباتي
تنعى فحولَ الشعرِ في أزمانِه
تنعى رموزَ فصاحةِ الكلماتِ
تنعى رحيلَ القومِ عن لغةٍ بها
تُمحى دروبُ شتاتِهمو شتاتي
ويحي إذا ناديت ألا يسمعوا
ويحي إذا راقت لهم عبراتي
لِمَ فارقوا لغةً علا إعجازُها
كل اللغاتِ بمُحكمِ الآياتِ
كافٌ و هاءٌ ثم يا عينٌ و صادٌ
أخبروا مَن ضلَّ عن بصماتي
****
يكفي فخاراً لي حديثُ محمدٍ
أحببتها لثلاثِ محظياتِ
لعروبتي و الآي ثم لكونها
لغةَ لقومٍ أسكنوا الجناتِ
كلماته إكليلُ عزٍّ نلتُه
فسمت به و تزيّنت قسماتي
لِمَ ينشدونَ أُفولَ شمسِ قواعدي
لِمَ يبتغونَ تشرُدي و مماتي
و أنا التي لازال بدري ساطعاً
و سناه منعكسٌ على الطرقات
ِ
لازال بستاني تفوحُ طيوبُه
و نثرتُ في ساحِ المدى زهراتي
لازلتُ نبعاً للبيانِ و لم يزل
يروي بياني ظمأةً للغاتِ
لازلت فخرَ الناطقين بأحرفي
و وسامَهم بمدائنٍ و فلاةِ
لازلتُ بحراً باللآليِ عامراً
و ليسألوا الغواصَ عن صدفاتي
****
يا أُمةًهجرت فصيحَ بيانِها
و تشرذمت بمفازةِ اللهجاتِ
عودوا إلي أصلِ البيانِ تشوّقاً
قبل ارتدائي حُلةَ الأمواتِ
إن الحروفَ حياتُها بحياتِكم
و حياتُكم يا أُمَّتي بحياتي
......
جابر الزهيري

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مجلة حـــــروف من نــــــــور

2016