الله حي عباس جاي & ضرب البمبة في راس العمدة و هو جاي ...
اليوم 19 ديسمبر يوافق ذكرى مرور 103 سنوات على عزل الخديو عباس حلمي الثاني بن محمد توفيق بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي باشا مؤسس الأسرة العلوية التي حكمت مصر ما يقرب من 150 سنة ، كما يوافق مرور 73 سنة على وفاته ، و الخديو عباس حلمي الثاني هو سابع حكام الأسرة العلوية ، حيث تولى حكم مصر و عمره 18 عاما ، "بعد وفاة والده الخديو محمد توفيق باشا" ، خلال الفترة من 8 يناير 1892م حتى عزله الإنجليز في 19 ديسمبر 1914م فكان عباس حلمي الثاني هو الخديو الأخير .
الخديو عباس حلمي الثاني هو أكبر إخوته ، و حين تولى حكم مصر انتهج سياسة إصلاحية و تقرب من الشعب و قاوم الإحتلال الإنجليزي و دعم الزعيم مصطفى كامل في نضاله و مناداته بإجلاء المحتلين لذلك أحبه الشعب و استحق الخديو الشاب لقب "الخديو المحبوب" ، و لكن حدث أن انتهز الإنجليز فرصة وجود الخديو عباس حلمي الثاني خارج البلاد و بوادر نشوب الحرب العالمية الأولى فخلعوه من منصبه و نصبوا مكانه عمه حسين كامل بن الخديو إسماعيل الذي أعلن نفسه سلطانا على البلاد ، و تم تخليد اسمه في عدد من الأماكن ، فيوجد بالقاهرة كوبري مسمى باسم الخديو عباس حلمي الثاني و هو "كوبري عباس" الذي يربط بين جزيرة منيل الروضة و مدينة الجيزة ، كما سميت الحلمية الجديدة باسمه .
تحدى الخديو عباس حلمى الثاني قبل عزله كثيرا سلطات الإحتلال ممثلة في اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني ، أو كما كان يطلق عليه المعتمد البريطاني ، و بعد عزله و منعه من دخول مصر كان الشعب المصري في مظاهراته ضد الإحتلال الإنجليزي يهتف باسم الخديو عباس حلمي الثاني نكاية في الإنجليز ، و كثيرا ما كان يهتف المتظاهرون بهتاف :"الله حي عباس جاي" ، و هذا الهتاف كان يستخدمه الصوفية في الموالد و الإحتفالات الدينية أيضا نكاية في الإنجليز ، كما حوله الأطفال في الشوارع وقتها لأغنية يتغنوا بها فكانوا يقولون :
الله حي
عباس جاي
ضرب البمبة
في راس العمدة
و هو جاي
و العمدة المقصود هو المعتمد البريطاني و الذي كان يمثل سلطة الإحتلال الإنجليزي في مصر ، و كلمة "راس العمدة" لم تكن موجودة في الأغنية الأصلية لكنني استخدمتها بدلا من الكلمة الأصلية التي حذفتها لأنها كلمة خارجة و لا يصح كتابتها .
عاش الخديو المعزول عباس حلمي الثاني في منفاه بتركيا بعد عزله يمني نفسه بالعودة لحكم مصر مرة أخرى ، لكن و مع مرور الزمن بدأ المد الوطني يزيد ، و بدأ الهتاف يتغير في المظاهرات حيث أصبحت الهتافات تدوي باستقلال مصر و حريتها بعدما كانت تنادى بخروج الإنجليز و التبعية للحكم العثماني ، فظهر سعد زغلول و رفاقه و مع الوقت نسي الناس الخديو عباس حلمي الثاني الذي لم يبق منه في ذاكرة الناس سوى كلمة "الله حي عباس جاي" و إن كان البعض يقولها الآن و هو لا يعرف أصلها .
الخديو عباس حلمي الثاني أحبه الكثيرون و بالغوا في حبه لدرجة أنه يعد من بناة مصر الحديثة في نظرهم نظرا لإنجازاته المعمارية حيث أكمل بناء مصر الخديوية فأنشا عمارات منطقة وسط البلد ، و استكمل ما بدأه جده الخديو إسماعيل ، و افتتحت العديد من المشاريع و المنشآت في عهده ، و في نفس الوقت انتقده الكثيرون لموقفه السلبي وقت مذبحة دنشواي و أيضا لأنه بعد أن كان يطالب بحقه في حكم مصر عقد صفقة مع عمه الملك فؤاد و تنازل عن مطالبته بالحكم مقابل آلاف الجنيهات حسب العديد من المصادر ، كما قيل إنه استولى على الأوقاف .
و هكذا عاش الخديو عباس حلمي الثاني حياته بين محبة المحبين و انتقاد المنتقدين حتى وفاته في يوم 19 ديسمبر 1944م و هو اليوم الذي وافق الذكرى الثلاثين لعزله من الحكم .
المصادر :
الإصدار التذكاري لمجلة المصور إصدار ديسمبر 2014م .
جريدة روز اليوسف 19 ديسمبر 2014م .
جريدة المصرى اليوم 13 أكتوبر 2014م .
تحياتي : خطاب معوض خطاب .