الخذلان ...بقلم الشاعر / محمد مبروك

خَفِّفْ مِنَ الْوطءِ قَدْ بِيعَت هُنا حَلَبُ

هذا ثَراهَا من أَبنائها اخْتَضَبُ

وَالْعَقْ جِراحَك ما عَادَتْ هُنا حَلَبُ

إنَّ الجِراحَ بِهَذا الْقلبِ تَنْتَحِبُ

كَفْكِفْ دُمُوعَكَ ما يَحْيا بِنا عُمَرُ

ما عَادَ خَالدُ وَالْفِرسَانً ما رَكِبُوا

إنْ كنْتَ تَرْجُو مِنَ الْعُرْبَانِ نُصْرتَها

قدْ أَدْمَنُوا الشَّجْبَ والتَّنْديدَ واحْتَجَبوا

تَعْوِي الذِّئَابُ فَما سَيْفٌ يُدَافِعُها

تَعْدُو الذِّئابُ وباقِي الضَّأْنِ تَرْتقِبُ

هل يَقْنَعُ الذِّئبُ أنْ ماتَتْ فَريسَتُهُ

تٍأْتِي الذِّئابُ لِباقِي الْحَيِّ تَسْتَلِبُ

أَمْسَى الْقطِيعُ بِلا سَعْدٍ يُؤَمِّنُهُ

غَابَ الْمُجِيبُ وَغَابَ العُجْمُ والعَربُ

أَضْحَى التَّمَسُّكُ بِالْإِسْلَامِ مُنْتَقَدٌ

هَذِي الْجُيُوشُ بِغَيْرِ الدِّينِ تَنْسحِبُ

قدْ زَادَ إِخْوَتُنا عَنْ رَبْعِنا دَوْما

أمْسُوا ذِئَابا وَلِلْأوْطانِ تَنْتَهِبُ

قدْ غَابَتِ الشَّمْسُ قَسْرا عَنْ حَضَارَتِنا

لَن تَسْطَعَ الشَّمْسُ إِذْ لَم تَنْتَهِ الْكُرَبُ

إِنْ تَخْذُلُوا صَرْخَةً وَالْقَلْبُ مُرْسِلُها

فَالذِّئبُ حَتْمًا عَلَى أَوْطَانِكُم يَثِبُ

حَتْمًا يَعُودُ صَلَاحُ الدِّينِ مُنْتَصِرًا

فَالشَّمْسُ بَاقِيَةٌ إِنْ تُخْفِهَا السُّحُبُ

...................

محمد مبروك