أنا مثلك ياعصفورة الشجن !.
أجوب الكون أحجية !.
أزهو بدمعة تنعي لوعتي
والعيد فرح وهلاهيلي دثار !.
أحمالي كراديس ضياع !.
ناءت بها عزائمي !.
وشراذم مغول تهادن أطماع التتار !.
أنامثلك عارية بلا وطن !.
بلا هوية ولا تاريخ
مقتولة بألف طعنة !.
وأذرع جبارة تلفني بأعلام
ملونة منمقة المذاهب والأفكار ..
حديقتي تائهة تهزمها غربتي
هي لا تدري ما ألم بقلبي !.
حين اجتثوا خمائل الياسمين !.
وعلا بكاء الجلنار. ينعي الديار
حقيبتي تعاني الضجر !.
أكداس من الحنين
تحاكي روحي المعذبة المتيمة
بحبك وطني !.
قداس يعترية ألم !.
وقبلتي تفتقد صلاتي
تعانق ذكريات خبأتها
لعلها تسرج ذاك الفنار !.
وأنين الروح يثري القلم
بألف حرف من دمار !.
غريبة مثلك أنا !.
نأت عني مدارج طفولة رتعتها !.
وربوع ألفتها !.
ومساكن تناديني !.
تكسرت على موجات همجية
كالصواري والشراع !.
قتلني الغرب عنك يادمشق
ألمحك في وجة امرأة كبهجة الحياة
وعلى ذراعي شاب عرف صروف القهر
فغادر وما كان يدري مرار الاغتراب !.
أراك بوجه طفل رحل عنك
يعتريه خوف من مجهول
وعيناه تفتقد بالامان !.
القاك في كل صباح يعانق
صوت فيروز
تبارك همة الفلاح !.
ورغم تعدد اللقاءات
مازلت أصارع شوارع الغربة
تنوشني بألف لاء
لا تهوى انكسار !.
سأعود إليك ياقبلتي
وليتني أكون أول وافد
يقبل تراب الديار !.
لتعلو عقيرتي بالغناء
إليك ياشام أغني.
ياقبلة الروح !.
بك تسمو العهود
وتصطلي نار الذمار
.............
زينب رمانة ...