لمْ يدرِ قلبي ما الهوى لولاكــــــا ***
فكأنه مذ قِيْلَ (كنْ) يهواكـــــــــا
تُدنيه منك محبةٌ سُــــــكِبتْ رؤىً ***
في الحبةِ السوداءِ منه تَراكــــا
يَشفيهِ همسكَ والنواظرُ تلتقــــي ***
وتشفّهُ دونَ اللقاءِ رُؤاكـــــــــــا
وتَهزّهُ أصداءُ ذكرى أومضـــــتْ ***
فمضى يردّدُ للصدى أنباكــــــــا
ودمُ الحنينِ يئنُ في خفقانِــــــــه ***
فيضيعَ مع صوتِ الأنينِ نِداكـــا
وشَغافُهُ شَحُبَتْ عليهِ من الونـى ***
واصفرَ وجهُ شُروقه لنواكـــــــا
وذوتْ ورودُ رَبيعِهِ في ربْعِـــــــهِ ***
فتبدلتْ أزهارهُ أشواكــــــــــــــا
عريانَ ترتجفُ العروقُ لخفقــــهِ ***
يكسوه بُرْدٌ من خريفِ جفاكـــــا
فصفيرُ ريحِ الهجرِ دَوّى عابثـــاً ***
بشفيف حلمٌ ليْسَ فيه يَراكــــــــــا
فهوى يجرُ اليأسَ ذيلاً واهنــــــاً ***
ويَجرُّهُ نحوَ القنوطِ سُراكـــــــــا
فلقدْ توارى الحلمُ خلفَ سَـــرابِه ***
حتى بدا شبحُ الضياعِ وَراكـــــا
يا أيها الحلمُ المضاعُ بحلمه ***
سِيانِ موتُكَ والحياة فهاكـــــــــــا
كأسَ الحمامِ بحبهِ مملـــــــوءةً ***
فعساكَ تُذْكَرُ إنْ قَضيتَ عَساكــــا
...........
عبد الرحمن أبو راس