لما
خلق الله -عزوجل- آدم من طين كان إبليس وقتها من المقربين وجاء الأمر من السميع
العليم بالسجود لآدم فسجد الطائعين وامتنع المتكبرين {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا
لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ
البقرة (34) } نعم سجدالملائكة ولم يسجد رأس
الشياطين فجاء الطرد المهين والوعد بالعذاب الأليم{قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا
لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ الأعراف
(18) } وبعد أن يئس من غواية آدم فقد تاب عليه رب العالمين{ فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ
فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ البقرة (37) }فتوعد اللئيم لذرية آدم أجمعين
وبخاصة لذرية المسلمين {قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين} وضُرب الموعد ليوم الدين { قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ
عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ
إِلَّا قَلِيلًا الإسراء (62) } وقد بين لنا الله عداوة إبليس اللعين { إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ
عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ فاطر (6) } وبين لنا الله كل أعدائنا من الإنس
والشياطين حيث قال رب العالمين{ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَىٰ
بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَىٰ بِاللَّهِ نَصِيرًا النساء (45) }
{ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ
الْخَبِيرُ الملك (14) }
وهبط
آدم وزوجه إلى الأرضوتربص به إبليس اللعين ليخرج فى ذريته حقده الدفين{ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ
لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا
يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ طه (123) } فأوقع العداوة بين قابيل وهابيل
حتى سالت الدماء على الرمال والطين{ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ
فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ
المائدة (30) } ولم يهدأ اللعين
فالموعد قريب إنه يوم الدين فأغوى ابن نوح وجعل قومه يعبدون التماثيل { وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا
تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا نوح (23) } وحرك غرائز قوم لوط الملاعين
وأضلهم فكانت امرأته من الهالكين { وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ الحجر (67) } وأوقع العداوة بين يوسف وإخوته
بعد أن كانوا له محبون{ قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ
عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ
مُّبِينٌ يوسف (5) } وأوعز بحرق الموحدين فى أخاديد
المشركين { وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا
بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ البروج (8) } ودل القوم على الخليل فأَلقوه فى
النار فكان من الآمنين وجعل أحفاد القردة والخنازير يقتلون زكريا ويذبحون يحيي
الذى كان بارًا بالوالدين { وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا
عَصِيًّا مريم (14) } ويعتدون على عيسى الذى كان يشفى
المرضى ويحي الموتى بإذن رب العالمين { وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي
قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ
الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ
وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ
وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم
مُّؤْمِنِينَ آل عمران (49) } وجاء لمشركى العرب فجعلهم
يسجدون للأخشاب والأحجار والطين ويطوفوا بالبيت عرايا مصفقين كالمجانين{ وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا
مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ الأنفال
(35) }
وللحديث بقية إن شاء الله وقدر
................
أبو عمار
بارك الله في الكاتب وجعله الله في ميزان حسناته
ردحذف