ليتَ مَن صلَى نالَ كلَّ المرادِ
دمعةٌ في سرٍّ سبيلُ الرشادِ
كم دموعٍ لكنَّها كاذباتٌ
مثلُها كالسَّرابِ أضحَى بوادي
صحِّحِ القصدَ لا تكنْ خاسراً إنْ
كنتَ تبغي النَّجاةَ يومَ التَّنادي
يومَ تأتي كلُّ الخلائقِ وَعْداً
عند بابِ القهَّارِ ربِّ العبادِ
فهناك الحسابُ دونِ محامٍ
بالموازينِ القسطِ دونَ انتقادِ
وصراطٌ من فوقِ نارٍ بدتْ هل
تستطيعُ النَّجاةَ من غيرِ هادي
وحقوقاً أَكَلْتَها مُستَبِدَّاً
وقَطَعْتَ الأرحامَ إذ تعادي
هل ترى لو كنتَ الضَّعيفَ الَّذي لم
يَسْتَطِعْ تحصيلاً لمالٍ وزادِ
هل ترى لو كنت الوضيعَ تُعاني
قيدَ ذُلٍّ في كلِّ ماضٍ وغادي
لن تدومَ الحياةُ لو كنتَ تدري
كلُّ مولودٍ ذاهبٌ للمعادِ
إنَّ شرَّ البلاءِ نفسٌ أضلَّتْ
نفسَها للهلاكِ راحت تنادي
كلَّما جاءت توبةٌ سوَّفَتْها
يا لها من حمقاءَ يومَ الحصادِ
حرقت زرعَها بنارِ المعاصي
سعيُها أمسَى كومةً من رمادِ
ضيَّعتْ يُسْرَها سُدىً في الأماني
وتوارتْ بعُسرِها دون زادِ
عبَّأتْ في جيوبِها حسراتٍ
لم تزلْ من أنفاسِها في اتَّقادِ
كيف تقضي أيامَها في شقاءٍ
بعدَ شيبٍ وضعفُها في ازديادِ
شجرُ الأُمنياتِ يُثمرُ وهماً
ودموعاً تنوحُ عند السُّهادِ
هل يعودً الزمَّانُ بعد الفواتِ
أو تعودُ الحياةُ بعد الرقادِ
.........
إبراهيم بديوي