قالوا: تَبَسّمْ ! قلْتُ : لا أَتَبَسّمُ
كيْفَ التّبَسّمُ والأماني عَلْقَمُ؟!
مَنْ ذَا يُزيْلُ جبالَ حزْني كي أرَى
وَطَني يُغازلُني ولا يَتَلَعْثَمُ؟!
صارَ التبَسّمُ خِلْعةً غرْبيّةً
لا يَرْتَديْها في العُروْبَةِ مُسْلِمُ
فَلِمَ التَّبَسُّمُ واليَمَانُ جَريحَةٌ
أُمُّ العُرُوبَةِ تُسْتَبَاحُ وَتُهْدَمُ؟!
كيْفَ التَبَسّمُ وَالعِراقُ أسيْرةٌ
قدْ كَبّلَتْها مِحْنةٌ لا تَرْحَمُ؟!
فيْمَ التبسّمُ وَالشّآمُ ذبيْحَةٌ
جَلّادُها مأموْرُ فُرْسٍ أَرْقَمُ؟!
يا أُمّةً شَرِبتْ دماءَ صِغارِها
حتّى رَوَاكِ بَلادَةً ذَاكَ الدّمُ
قدْ ماتَ مُعْتصِمي وَماتَ صلاحُنا
قدْ ماتَ خالِدُنا فَهَلْ نَتَبَسّمُ؟!
جَاسَتْ ديَارَ العُرْبِ كُلُّ دَنيْئةٍ
صِرْنا غُثاءً لا يَريْشُ وَيُرْجَمُ
وَمَساجِدُ التّنْويْرِ أضْحَتْ مَسْرَحًا
للنّاعقينَ بكُلّ صَوْتٍ يُعْلَمُ
وَشَبابُنا غَدْرًا تَسَاقَطَ حُلْمُهُمْ
قَدْ قُتّلوْا أوْ سُجّنوْا أوْ أُرْغِموْا
قَدْ ضاعَ عِزّكِ أُمّتي حينَ انْتَهَتْ
شَمْسُ العَدالَةِ مُشْتريْها يُعْدَمُ
أيْنَ الصّباحُ وَأيْنَ فَجْرُكِ أُمَتيْ؟!
مُتْ أَيّها الليْلُ الطّويْلُ المُظْلِمُ
عُدْ يا صلاحَ الدّيْنِ حَرّرْ قُدْسَنا
حَتْمًا أُسَرّ وَحيْنَها أتَبَــــــــسّمُ
............
د. حازم الصبيحي