يا سيِّدي:
بعثرتَ أشرعتي بعرضِ البحرِ
ما أبقيتَ في قلبي بقايا أشرعَه
عشرين عاماً خانني قلمي.....
وحتي الآن ظلَّ يخونُني علنا
وخانتني المشاعرُ والجروحُ النازفة
أم أنَّني من خانَهُ...
أم أنكم يا أصدقائي ...!؟
عشرون عامًا في الهلاك قضيتُها
بين الُّسطور مشرَّدا
عيناي زائغتان، والأنفاسُ لاهثةٌ
وصدري كالسفينِ الراجفة
فأنا الذي بدَّدتُ عمري كلَّه
وأنا الذي قيّدتُه
وتركتُه في لجّةِ الأيام يمضي
كيف لي أن أرجِعَه؟؟
يا بحرُ:
مَن منّا به موجٌ
وأصدافٌ ومَرجانٌ وخلجانٌ
ومَن صار الغريقَ
ومَن له شطانْ ؟
مَنْ هشّمتْ أضلاعَه الأيامُ
والأحلامُ والذكري
وأبحرتِ الهمومُ به
معَ الأحزانْ
يا بحرُ:
مَن كان الصُّداعُ يشُجُّ رأسَ شبابه؟
وعلى سوادِ الأرض يطرحُهُ
حطاما ينتفضْ...
وكأنما دارتْ طواحين الحروبِ
برأسهِ الغضْ.....؟
يا بحرُ:
إنّي في هواكَ جنينُ حبٍّ يختنقْ
وأدسُّ رأسيَ مسرعا
ـ عيناي مغمضتان ـ
بين وسادتينْ
لا أسمعُ...
لا أبصرُ...
قل لا حياة قط
يا بحرُ: مَن منا به أسقامُهُ كأُجاجِ مِلحِ
ينخرُ الرِّئهْ
مَنْ ثارَ موجُهْ
كي يطردَ اللحمَ النَّتن...!
يا بحر: من منا إذا يُلقي حُمولاً
- أثقلتْ منهُ الفؤادَ-
إلي النهايةِ قد يعيشُ....
ومَن يموتْ !
يا بحرُ مَنْ منّا إذا في الآخرِ استلقى
فقد ينجو من الطوفان..!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
السيد جلال
القاهرة 2004/9/20