مـن نـحـن؟ بـعـد الـعـز كـان الـعـار
تـنـبـيـك عـن تـاريـخـنـا الأســفــار
يحكي لنـا عـمـرو، ويـحـكـي خـالـدٌ
وأسـامـةٌ، يــحــكــي لــنــا عــمــار
مـازال مـقـعـد خـالـد فــي صــهــوة
الـخـيـل الـعـتـاق، وسـيـفـه الـبـتـار
في صدر كل صحـيـفـة يـرويـهـمـا
قــلــم يــســـوي ســـنـــه عـــطـــار
وظبا السيوف مضـمـخـاتٌ بـالـدمـا
ما زال ينفح عطـرهـا الـمـضـمـار
وضباح خيـل اللـه مـا زالـت عـلـى
أسـمـاعـنـا يـدنـو بــهــا الــتــذكــار
ومـغـازل الإســلام تــنــســج بــردةً
في نـولـهـا، دفـئت بـهـا الأمـصـار
والـعـدل يـضـبـط كـفـتـي مـيــزانــه
للـمـسـلــمــيــن، كــأنــه مــطــمــار
وضعيفهـم يـسـعـى بـذمـة جـمـعـهـم
نـعـم الـوصـيـة قـالـهـا الـمـخــتــار
والـمـسـلـمـون بـكـل أرض كـبــروا
ومـــآذن الإســـلام أنـــى ســــاروا
يـتـواضـعــون أذلــة بــســجــودهــم
وهـم، هـم فـي الـعـالـمـيــن كــبــار
مـاتـوا ومـا مـاتـوا، فـذكـرٌ عـاطــرٌ
بــاقٍ، وعــمــرٌ نــافـــعٌ أعـــمـــار
إن شرقوا فهـم الـشـمـوس مـضـيـئة
أو غـربــوا فــيــنــا فــهــم أقــمــار
عمـروا الـحـيـاة وخـلـفـونـا بـعـدهـم
مـزقًا وأشــلاءً فــكــيــف نــغــار؟
تـلـك الـحـيـاة لـغـيـرنـا لـيـسـت لـنـا
فالأرض يملـكـهـا الـقـنـا الـخـطـار
وأكـفـنـا لانـت فـمـا حـمــلــت قــنــا
واخـشـوشـن الـنـاقــوس والــزنــار
مـاذا أقـول وقـد تـجــمــع حــولــنــا
أمـمٌ تــداعــى مــبــتــغــاهــا الــدار
تتخـطـف الـطـيـر الـكـواسـر ديـنـنـا
مـنـا، وأجـنـحـة الـهــوان قــصــار
وتسعر الأحقاد والنيران بين بلادنـا
بـلادنـا الـحـمـقـى لــظــى وتــثــار
ومـنـازل الإسـلام عـضـوٌ هـاهــنــا
وهـنـاك عـضـوٌ لــوحــتــه الــنــار
والروس تقتطف الرءوس لمسلـمـي
شيشان، بـالـكـأس الـمـريـرة داروا
وبـلاد كـل الـمـسـلـمـيـن تــوزعــت
قـصــعــاتــهــا للآكــلــيــن تــمــار
وتقطعت حـتـى غـدونـا فـي الـدنـى
زبــداً يــســوق غــثــاءه الــتــيـــار
أواه من وجع العروبة حين تـكـتـبـه
عـــلـــى أوراقــــهــــا الأحــــبــــار
يا شعر كف الدمع، واخشـع سـاعـةً
مـاذا تـقـول بـدمـعـهــا الأشــعــار؟
أتـعـيـد هـذا الـمـجــد بــعــد ذهــابــه
وتصون صـرحـاً عـالـيـاً يـنـهـار؟
أبــداً فــلــيــســت للــدمــوع أســنــةً
إن الــمــدامــع للــنــســاء شــعـــار
مــاذا أقــول وعــنــد كــل ثــنـــيـــة
مــن أرضــنــا وســمــائنــا أكــدار
لـم تـبـق فـوق لــســانــنــا أغــرودةٌ
جـفـت لــهــاة الــشــعــر والأوتــار
لـم يــبــق فــجــر عــنــده أغــنــيــة
للـضـوء حـيــن تــفــتــح الأزهــار
عفـوا رسـول اللـه، تـلـك يـراعـتـي
شـطـت، فـإن مـدادهــا الــصــبــار
والناس بعـدك سـادرون، عـبـيـدهـم
أرواحــهــم، والــســيــد الــديــنــار
.......
د.حسن الشريف