يؤسفُني أن لا أَراكَ لبِستَ قُبَّعَةَ الرِّياحِ
وأخرياتٍ كي تَظِلَّ القافلة
يُقلِقُني أن لا تَصيرَ عَمامَةُ الشَّيخِ الزَّعيمِ ابنِ الزَّعيمِ مُعادَلَة
لن أُغرِقَ الصُّبحَ الجميلَ بِقَهوَتي جَريًا وراءَ المهزَلَة
أَلوَتْ رِياحُ الصَّمتِ خَيمَةَ جارَتي وأنا نهشتُ جِدارِيَ
وَمَضَيتُ ...
قُبَّعَةٌ بِحُلمي، وعاصفةٌ على فِنجانِ صُبحي، والبقايا عارية
لا تَرمِني يا ريحُ...
ها أَنَذا أحبِسُ نَفسي تحتَ أوهامي وَظَنيّ
قد شَنَقتُ نهارِيَ
يَقتُلُني يا صُبحُ أنّي لا أَراكَ عَزَفتَ أُغنِيَتي
وتَرَكتَني للموتِ يَلبِسُ آخِرَ ما امتَلَكَت يَدايَ
يَسيُر جَنبي حامِلاً مثلي تَضاريسَ الحكاية
مَن ذا سَيَكتُبُني غدًا؟
ولَقَد خَرَجتُ على حُروفي شاهِرًا نَصلَ الشِّكايَة
عُد بِنا زَمَني
يَهُدُّني أن لا نَعودَ... نَغُضَّ طَرفَينا لَتَستُرَ خَيمَةُ الصَّحراءِ مَن فيها
وتَدعونا البِدايَة
أنغامُ أغنِيَةٍ، وقُبَّعَةٌ، ولوحَةٌ زَيتِيَّةٌ، وقصيدةٌ، ما قالها صَنّاجَةُ الأعرابِ...
ما شُغِفَت بها وتَرُ الرَّبابَة
ذا كُلُّ ما يَبقى إذا خَلَيتَني زَمَني أَلوبُ وراءَ قُبَّعةٍ تلَوحُ وجَزمَةٍ للريحِ نَكهَتُها الوِصايَة
عَتَبي عليكَ !
لم تَبكِني!
وَلَقد بَكاني: الريحُ، والصحراءُ، والمطرُ الشَّحيحُ، وخَيمَتي، والقُبَّعة
فهل تَراها كافِيَة؟
وحَكَت لِيَ النَّجْماتُ لما هاجَتِ القَهوةُ في فِنجانِ صُبحي شَوَّهَت مُستَقبَلي:
إنَّ ما أحتاجُهُ لِصَلاحِ أمري ضَربَةٌ تحتَ حريرِ القُبَّعة
لُذْ يا زَماني... لُذْ مَعي بِاُلزَّوبَعَة
كَم سَرَّني أَنَّكَ مِثلي مِن هُواةِ القَعقَعَة
ويَسُرُّني لَو تَنحَني مِثلي لِرَقاصٍ على جُدُرِ الخرائِبِ
قَد نَعانا قَبلَ أن تُسدَلَ أَستارُ الحكاية
ويَشوقُني لَو كانَتِ الدَّقاتُ عِندَكَ مِثلَما عِندي... حُدودُ الضَّعضَعَة
كي لا تجيءَ إذِ الرماحُ تَنوشُني
وتَظَلَّ أثداءُ الصَّفاءِ مُضَيَّعَة
ويَظَلَّ يَلبِسُنا الغُبارُ فلا نَرى إلا رِياحُ المعمَعَة
أتظُننُّي أنسى بِغَمرَةِ لَذَّتي، رَشفًا لنكهَةِ قَهوَتي، أن لا خَيارَ سوى الغُبارْ
أو بردِ ظِلِّ القُبَّعَة
يُؤسِفُني أن لا أراكَ لَبِستَ قُبَّعَةَ الرِّياح
وتَرَكتَ نافِذَةَ الشُّعورِ على الخيالِ مُشَرَّعَة.
::::::: صالح أحمد – كناعنة :::::::