ما للكريم بأرضِنا لا يغضَبُ
|
|
ومعارج الأمجادِ عنّا تُحجَبُ
|
|
الأرضُ ثكلى والمواسِمُ غَصّةٌ
|
|
والحقُّ والميراثُ منّا يُسلَبُ
|
|
هَبَّت شُعوبُ الأرضِ تَجمَعُ شَملَها
|
|
وَيَظَلُّ شَعبي شَملُهُ يَتَشَعَّبُ
|
|
ويظلُّ شوقي أن أرى لِوُجودِهِم
|
|
أثرًا.. لِلَهجَتِهِم حسابًا يُحسَبُ
|
|
هو حاضِرٌ يُبكي اللّبيبَ وذو النُّهى
|
|
وغَدٌ على ضوءِ الوقائِعِ غَيهَبُ
|
|
ويطلُّ ماضينا شَموخًا زاهرًا
|
|
بهوانِنا يُنسى يُساءُ يُغَيَّبُ
|
|
أقصى حدودِ عقولِنا أن تَذكُرُ
|
|
والذكرُ لا يُغني.. وليسَ يُطيِّبُ
|
|
إنّ التّذَكُّرَ لا يُعيدُ كَرامَةً
|
|
طُعِنَت.. وأوطانًا تُهانُ وتُنهَبُ
|
|
يا أيُّها الشّعبُ الذي نَكَباتُهُ
|
|
فوقَ الذي يُحصى وما قَد يُكتَبُ
|
|
كم عُروَةً نَقضَت يَداكَ ولم تَنَل
|
|
إلا التّقَهقُرَ يَعتَريكَ ويَضرِبُ
|
|
كم رُحْتَ ترجو من سواكَ تضامُنًا
|
|
لم تَلقَ إلا ما رَجاكَ يُخَيِّبُ
|
|
لن يمنحوكَ حصانَةً ومناعةً
|
|
لن يُرجعوا أرضا ودارًا تُغصَبُ
|
|
لم يردعوا ظُلمًا أحاقَ بأهلنا
|
|
لم يمنحوكَ سوى الكلامِ وأطنَبوا
|
|
زمنًا رأيتَ شعاعَ مجدِك يَنطَفي
|
|
وربيعُ روحِكَ يا صديقي يَغرُبُ
|
|
ما فازَ باللّذاتِ غيرُ مُغامِرٍ
|
|
أقدِم بِنِفسِكَ يَدنُ منكَ المطلَبُ
|
|
ضاقَت وما رَحُبَت أخي بِوُعودِهم
|
|
فاعلَم بجهدِكَ أنتَ وحدَكَ تَرحُبُ
|
|
للغربِ قصدٌ واحدٌ يا أمّتي
|
|
أن يجعلونا بأسَهُم نَتَهَيَّبُ
|
|
أن يجعلونا أمةً مقموعَةً
|
|
لا يُرتَجى منها مَواقفُ تُعجِبُ
|
|
تَبَعًا لإحدى الكُتلتينِ وكلّهم
|
|
يتسابقون كُنوزَنا أن يَنهبوا
|
|
لا فرقَ بين الكتلتين كِليهِما
|
|
يرجوننا لهُمُو ظلالًا تُسحَبُ
|
|
ميثاقُهُم ما بينهم إذلالُنا
|
|
حتى نظلَّ بفكرهِم نتمَذهَبُ
|
|
يتقاسمون بلادَنا لنُفوذِهِم
|
|
قُطبَين بينَهما دَمي يُستَنهَبُ
|
|
كلُّ الشُّعوبِ قرارُها بِيَمينِها
|
|
ويسودُ فيهم من بجَمعٍ ينخَبُ
|
|
أما قراري يرفضونَ بجمعِهم
|
|
فالعدلُ فينا لا يُرادُ، ويُشجَبُ
|
|
غّدَت الشّعوبُ بشرقِنا مَقهورَةً
|
|
الكلُّ يقضي خائِفًا يَتَرَقَّبُ
|
|
نارُ العدوَّ على المدى تجتاحُنا
|
|
في القلبِ نارُ القهرِ منّا تَنشُبُ
|
|
مزقٌ نعيشُ، الكلُّ يطلُبُ قَهرَنا
|
|
تجويعَنا تَرويعَنا كي يَكسبوا
|
|
حتى العقولُ؛ عقولنا دانَت لهم
|
|
ذو الفكرِ من بطشِ المُناصِبِ يَهرُبُ
|
|
حِرنا فَرُحنا للمَهاجِرِ نَلتَجي
|
|
حِفظًا لأرواحٍ فعزَّت يَثرِبُ
|
|
لا عهدَ في هذي الدّنا لا بيعةً
|
|
تُرجى وقد ذَلَّت وهانَت يَعرُبُ
|
|
ليقودَها أنذالُها وعَبيدُها
|
|
ورَصيدُهُم نسَبٌ وأصلٌ يُكذَبُ
|
|
القَهرُ عُدّتُهم ويَرضى عَنهُمُ
|
|
غربٌ يُحابي مَن غِناهُم يُكسِبُ
|
|
ويديرُ ظهرًا للشّعوبِ وحقِّها
|
|
ويُمالِئُ الطّاغوتَ أو يتذبذّبُ
|
|
لا يُرتَجى عونُ المذبذَبِ أمّتي
|
|
دهرًا خبرتِ مزاجَهُ يتقَلَّبُ
|
|
ما ثورُ أمريكا يريدُ خَيارَنا
|
|
ولكم أتانا بالعداوةِ يضرِبُ
|
|
ونظيرُهُ الرّوسيُّ دبٌّ حاقِدٌ
|
|
للمسلمينَ الشّرُّ منهُ المأرَبُ
|
|
الحربُ بارِدَةٌ أخي ما بينهم
|
|
لكن علينا نارُها تتلَهَّبُ
|
|
كم أيّدوا جلّادنا في غيّهِ
|
|
ولقهرنا كم أرشدوهُ ودَرّبوا
|
|
لكننا شعبٌ أبى أن ينحني
|
|
من ينحَني لا بُدَّ يومًا يُركَبُ
|
|
ثُرنا ليعلَمَ من يريدُ هَوانَنا
|
|
بدمائِنا سَنقولُ ما يَتَوَجّبُ
|
|
.......
صالح أحمد
|