مجلة حـــــروف من نــــــــور مجلة حـــــروف من نــــــــور

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

سفينة عناء..بقلم الشاعر / فارس محمد الوصابي


أطـفأتُ شُـعلةَ فـرحتي وهـنائي
وأتـيـتُ أحـمـلُ كُـرْبـتي وبـلائي

كــل الـوُجـوهِ تَـغـيَّرتْ أشـكالُها
حــتـى أنــا والـعـالمينَ إزائــي

أُوَّاهُ كــيــفَ تـنـاثـرتْ أحـلامُـنـا
وتَـسـاقطتْ حِـمَماً عـلى أفـيائي

أُوَّاهُ كــيـفَ مَـشَـيْتُ دون تــأوُّهٍ
وكَـظَمْتُ حـزني داخـل اﻷحـشاءِ

قَطَعُوْا  الطريقَ , تَشرَّدتْ خَطواتُنا
بُــؤْسٌ أمـامي والـجحيم ورائـي

وهَزَزْتُ جِذعَ الصبرِ هلْ من تمرةٍ
فَاسَّـاقَطتْ كِـسَـفٌ تُـريدُ فـنائي

أُوَّاهُ مـا لـلصمتِ يـكتسحُ الـمَدَىْ
مــا لـلـورى كـالـصخرةِ الـصمَّاءِ

أَنَّى اتَّـجَـهَتُ مُـحـاصَراً بـظلامهمْ
وبـظُلمِهمْ قـد تـهتُ بـينَ شقائي

أيـن الـقميصُ يَـلُمُّ بـعضَ شـتاتنا
فـلْـتَـقْذِفوهُ عَــلَـيَّ يــا أبـنـائي

الـنـارُ مــا لـلنارِ تـحرقُ كـاهلي
أوَلـيس  لـي من يقصدوا إطفائي

في الـيَّمِ أصرخُ دونَ صوتٍ لم أجدْ
غـيـر الـظـلام يُـجِـيبني وعـنائي

جُـلّ الـرُّعاة سَقَوا وسارَ قطيعهمْ
وأنـا بـقيتُ أحُـوْمُ فـي الـرمضاءِ

لا تـلـكَ نـادتـني لـسقي رعـائها
أو تـلـك جـاءتني عـلى اسـتحياءِ

أوَّاهُ حـتـى الـحـرفُ غـادرَ بـاكياً
فـبـكيتُ مـما صـارَ فـي أحـيائي

مـتـشـدقـونَ بـحـبِّـهـا لـكـنـهـمْ
يــا وَيْـحَـهُمْ مــن شِلَّـةِ الـغوغاءِ

يـتـناوبونَ لـهـتكِ عِـرْضَ سـعيدةٍ
يـتـهـلـلونَ لــمـقـدمِ اﻷعــــداءِ

فـسلوا  العِدا عمَّا يدورُ وما الذي
يَـجـريْ وكـيف تَـعمَّدوا إقـصائي

وسـلوا الـزعيمةَ والبهيمةَ والتي
جـاءتْ لِـسَنّ تَـعاستي وشـقائي

أنَّـى اتَّـجهتَ تَـرى الـعُجابَ بِـأُمَّةٍ
حُـكَّـامـها مـــن جـيـفةِ الـعُـمَلاءِ

أنَّى اتـجهتَ تَـرى الـعُجابَ وحالنا
بـيـن الـدمـارِ وسـاحة الـضوضاءِ

فَسَـلِ الـعراقَ يُـجيبُ نـهرُ فُراتهِ
عـن حـالهِ .. عـن مصرعِ العُظَماءِ

وَسَلِ السويسَ عن القَناةِ فَلَمْ تَجِدْ
غـيـر الـسـرابِ ولـعـنة اﻹغــواءِ

وَسَـلِ الـلعينَ عـن الـذين تـقتَّلوا
فــي حُـكـمهِ سـتـصابُ بـاﻹغماءِ

وسـلِ الـذين تَـشرَّدوا من شامِنا
وتـقـتَّلوا فــي الـفـتنةِ الـدَّهْماءِ

أنَّى اتـجهتُ قـرأتُ يـأسَ شـعوبنا
وقــرأتُ قـهـراً خُـطَّ في اﻷجـواءِ

يـا تـونسَ الـخضراء أيـن خـضارةُ
الـعيشَ الـرغيدِ بـمنزلِ الـسُّعَداءِ

يـــا لـيـبـيا مــا لـلـدمار مُـخَـيِّمٌ
مـــا لـلـذئابِ تـلـطَّخوا بـدمـائي

آهٍ عــلـى الـسـودانِ أيّ تَـقَـسُّمٍ
قـــد قَـسَّـمُـوهُ بـلـيـلةٍ ظَـلْـمـاءِ

آهٍ عــلـى لـبـنـانِ أيــن رجـالـها
فــي عـهد عِـلْجٍ مـجرمٍ غـوغائي

آهٍ عــلـى وطَــنٍ يَـئـِنُّ وشـعـبهُ
يَـتَـسـاقـطونَ بـلـحـظةٍ كـالـمـاءِ

ماذا أقول  وفي  الشفاة   تلعثمت
كل  الحروف   وتهت  عن   إملائي

ماذا  أقول   سبأ   وكل  قصائدي
وئدت  وضاع  الحرف   من أفيائي

ماذا  أقول  وما عساي  وهل  أجد
من  قد  يعيد  سعادتي   وهنائي

قولي  بربك  كي  تزال  تعاستي
وتزول   عني   شقوتي   وبلائي

قولي   بربك  كي تزول  بلادتي
وتزال   عني   طيبتي    وغبائي 

قالت  بربك  من تكون  وأنت من
وأنا   هنا  لم   ألمحك   بعزائي

قتلوا    بكل    وقاحة      آمالنا
شنقوا  الطموح  وشردوا أبنائي

من أنت  قلي تهت  أبحث جاهدا
قط لم  أجدك    بداخل   اﻷسماء

كل  الذين  قرأتهم   قد  غادروا
وبقيت  أبحث  في  دها  البلغاء

فوجدت   أن   قرائتي    مبتورة
في كل  من قد  أدمنوا  إيذائي

فلما الرحيل فويرس عن موطني
ولما    البقاء    بعالم    اﻷعداء

فأجبتها    بدموع    كل   مشرد
وممزق     اﻷرواح      واﻷشلاء

يممت  صوب  عروبة  لم تستبح
أرضي  لتأخذ  مسكني وغذائي

يممت  صوب  عروبة جائت لكي
ما يستبيح  الفرس  أرض هنائي

ردت  وقالت   والعواصف  مالها
جائت ..أتبني    موطن    اﻹحياء

قلت  الذين  أتوا  لسقط  جريعة
قد  جرعونا  السم  في  اﻷعضاء

فسلي الكهوف الكالحات وسيدهم
عن  شعب  تاه   بساحة  الصحراء

وسلي  الزعيمة  والبهيمة  والتي
جائت  لهدم    مساكني    وبنائي

تجدي  الجواب  بوجه كل   مشرد
عن موطن    الكرماء    والعظماء
.........

فــــارس الوصابي

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مجلة حـــــروف من نــــــــور

2016