مجلة حـــــروف من نــــــــور مجلة حـــــروف من نــــــــور

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

نشيدُ العائدِ من ترَانيم ِالسَّفَر ... بقلم الشاعر الكبير / صالح أحمد


يا قدس قومي سـلِّمي
خيرَ السَّـلامِ وعَمِّمي
واستَفهِمي ... وفَهِّمي

ماذا يريدُ الناعِبونَ من القَتيل ؟!
دمعٌ ... وجفَّ الدمعُ في اللَّحظِ الجميل ؟!!
صوتٌ... وغابَ الصَّوتُ في طَرَفِ الفَتيل ؟!
وشكا القتيلُ .. من القتيلِ.. إلى القتيل
وكذا البديلُ.. من البَديلِ.. إلى البَديل
ماذا نقول إذا انتَضى المجدُ الأثيل ؟
وشَكا الزَّمانُ إلى عَليلٍ ... من عَليل ؟!
هانَ القَبيلُ على القَبيلِ... بِلا قَبيل !!

يا قُدسُ قـومي سَـلِّمي
رَوّي سَـلامَ المـغـرَمِ
حارَ الدَّليلُ .. فما السَّبيل ؟

يا قدس قومي دَغدِغي عَصَبَ الزَّمان
أَغفى على أبوابِ مجدِك .. واستَكان
ومَضى جوادُ الحلمِ يَعدو للرِّهانِ...
فما الرِّهان ؟؟
أَجَميلةٌ قاموا على أبوابها باٌلصَّولجان ؟!
داسوا كرامَتها .. فباتَت نَهبَ حُزنٍ .. واُمتِهان !
أم طفلةٌ جعَلوا جَدائِلَها مَشانِقَ للأمان ؟!
وعَفيفةٌ في بابِ مخدَعِها قد اٌنتحَرَ الحنان ؟!!
يا قدسُ قومي سَلِّمي
بلسانِ أعوَجَ أعجَمي
وتبَسَّمي للـثُّـعلُبان

يا قُدسُ غصّي باٌلبُكا ... لا تَنحَبي
قد هاجَ بحري واستُبيحَت مركبي
وكَبا حصاني ... عَزَّ دوني مَطلَبي
يا قدسُ صّبرًا يا معاقِلَ يَعرُبي
قد خاننـي حظّي لتَبقَي للسَّبي
يا قِبلةَ الأحرارِ يا مَسرى النَّبي
إن عَذَّبوكِ.. ومَثّلوا فيكِ.. اصبري.. لا تنحَبي !!
صبرًا وقومي سَلِّمي
دَرءا لِكَيدِ المجـرِمِ
لا ضَيرَ أن تُغتَصَبي !

يا قدسُ صَمتًا .. هكذا شأنُ العَرب !
لا تَصرُخي .. نام الخليجُ .. وقَبلَهُ نامَت حَلَب !!
لا تَطلُبي عِزًّا ... فقَد عَزَّ الطَّلَب !
ولتَكتُمي أنفاسَكِ الحَرّى لأيامِ العجَب
لا تستَغيثي ... كلُّهم لاذوا بِأَفياءِ الخُطَب
نامي .. لِينتَصرَ الظلامُ على الغَضَب !!
من بَعدُ قومي سلِّمي
يا قدسُنا ، وتَرَحَّمي
صَونًا لأمجادِ العرب

يا قدسُ قومي بالدعاءِ تَضَرَّعي
واستَجمِعي كُلَّ النَّشاطِ المُزمَعِ
واستَصرِخي أشتاتَهم... إيّاكِ أن تَتَوَرَّعي
واستَخدِمي كلَّ الكلامِ المُقنِعِ
وتَشَفَّعي .. وتَضَرَّعي..
وتَلَوَّعي... وتَفَجَّعي...
وبكلِّ أقنِعَةِ الوُجوهِ تَقَنَّعي !!
من بَعدُ قومي سلِّمي
يا قدسُنا وتَظَـلَّمي
فالكونُ ما عَدِمَ الوَعي

يا قدسُ قومي .. لا قُنوطَ مع الحياة
وتَفاءَلي.. يحنو الرُّفاةُ على الرُّفاة
واستَصرِخي الآتي... لَعَلَّ الخيرَ آت !
لا تَفزَعي... لا.. لا ترُعْكِ الحادِثات
إنَّ الزمانَ مواسمٌ مُتَعاقِبات
هذي مَلامحُهُ تطِلُّ مُبَشِّرات
فجرٌ سيبزُغُ فيكِ مًهدِيَّ السِّمات
فَلِذاكَ قومي سلِّمي
ياقدسُنا... وتَقدَّمي
للجَدِّ..لا للأُمنِيات

يا قدسُ قومي قَومَةَ الأمِّ الحكيمة
نامَ الزَّمانُ.. تنَبَّهي.. العُقبى وَخيمَة
يا قدسُ وانتَصِبي بقامَتِكِ العَظيمَة
سَكَنَ الزَّمانُ.. وضيَّعَ القَومُ العَزيمَة
وعلى كرامَتِكِ الوَليمَةُ تَبتَدي قَبلَ الوَليمة
والوقتُ نَسرِقُهُ.. ويَسرِقُنا.. وتُقتَسَمُ الغَنيمة
الآن..قـومي سلِّـمي
يا قدسُـنا لن تَنـدَمي
فَلأنتِ في الأعرافِ قيمة

يا قدسُ قومي... واستَعِدّي للِّقا
عَقَلَ الأعارِبُ أَمرَهُم بَعدَ الشَّقا
وتَنَبَّهَ المَأزومُ من أزَماتِهِ.. ثم اٌرتَقى
وأتاكِ مُمتَشِقاً سَرابيلَ النَّقا
فتهَيَّئي للمَجدِ مع طولِ البَقا
وتَلَفَّعي بالغارِ يا تاجَ التُّقى
يا قدسُ قومي سَلِّمي
عينَ السّلامِ المُحكَمِ
باتَ السَّلامُ مُحَقَّقا

قَرّي عُيونًا.. إنَّهُ السلمُ المُؤَزَّرُ فيكِ قادِم
لا.. لن يضيِّعكِ بَنوكِ وفيهِمُ البطلُ المساوِم
وغَصائِنُ الزيتونِ تُحمَلُ فوقَ جُثمانِ المُقاوِم
وبُيوتُكِ اٌحتَضَنت حكاياتِ المجازِرِ والملاحِم
وجَسارَةُ الأيامِ تَشرَحُ بالمَعالِمِ.. للمَعالِم
كم خَلفَ سورِكِ من تَدابيرِ المُؤازِرِ والمُداهِم
رُحماكِ قومي سَلِّـمي
يا قدسـنا... وترنَّمي
تيهي على كلِّ العواصِم

يا قدسُ قومي يا أميرةُ للمَفاخِر
فَلَكِ الملَفّاتُ الخطيرةُ .. والمَحاضِر
ولك المُشاوِرُ ، والمُناورْ.. لك المُسِرُّ.. لكِ المُجاهِر
ولك الُمفاوِضُ.. والمُنَسِّقُ.. والمُحاوِر
وبكلِّ مُؤتَمَرٍ لك المَندوبُ بالمَطلوبِ حاضر !
وبِقِمَّةِ الزعماءِ ..أنتِ.. بِرأسِ قائمَةِ التَّشاوُر!
ولِعَينِكِ الشَّجبُ المُشَدَّدُ.. والمُحاذِر !!
بالله قـومي سـلِّـمي
يا قدسُـنا.. وتَـنَـعَّمي
قد صِرتِ حاضِرَةَ الحواضِر

يا قدسُ قومي صفِّقي .. حَنّي الكفوف
أنت العروسُ ، فَعَرِّمي فوق الصُّفوف
وتَرَنَّحي.. فلِعَينِكِ التَقَت المَعازِفُ ، والدُّفوف
ولعينك الألحانُ ، والأشجانُ ، والمَغنى قُطوف
ولِعَينِك المجدُ اٌرتَقى.. بِمَعازِفٍ ، رَصَّ الصُّفوف
ولِعَينِكِ ارتَعَشَ النَّسيمُ على الشُّفوف.
أرجوكِ !.. قومي سلِّمي
يا قدسـنا... ولَملِـمي
من عاطِرِ المَجدِ الصُّنوف

يا قدس قومي... لا عَدِمتِ القائِمين
شُدّي على أنّاتِكِ الحَرّى... ولا تُبدي الشُّجون
لا.. لا تَبوحي !.. قد كَفاكِ البائِحون !
لا.. لا تَنوحي !.. قد كفاكِ النائحون !
وتَنَبَّهي لتَقَلُّبِ الزَّمَنِ الخَؤون
لا.. لا تهوني... واشمخي فوقَ الفُتون
عُذراً... وقومي سلـمي
واستَصرِخي... واستَقدِمي
أحـبابَك المُـتَشَـوِّقين

يا قدس قومي يا حَبيبةُ.. أَقبِلي
عزَّ المُقاتِلُ دونَ عِرضِكِ ، قاتِلي
عزَّ النصيرُ.. تَعَزَّزي.. وتَجَمَّلي
واستَجمِعي أنّاتِكِ الحَرّى لِيومٍ مُقبِلِ
لم يَغدُروا _ أهلوكِ _ فيكِ.. فأمِّلي !!
لبِسوا سوادَ الليلِ سِتراً للصَّباحِ المُجفِلِ
هُم عائدونَ ، فلا يَرُعْكِ سَوادُهُم.. وتَهَلّلي .
بالبِشرِ قومي سلمي
يا قدسُنا.. وتَعَلَّمي
صَبرًا.. ولا تتَعَجَّلي

يا قدسُ قومي .. وانظُمي دُرَرَ القَصائِد
واستَقبِلي بالشَّدوِ عائِدَةً ، وعائِد
هم قادمونَ الآنَ من خَلفِ المَوائِد
هم قادمونَ.. فهَيِّئي لهمُ النَّمارِقَ والفَراقِد
تيجانُهم تَسمو.. وفي أعناقِهِم دُرَرُ القَلائِد
نامي بعَينِ الحُبِّ .. قدسي... ثم تيهي بالمَحامِد
قد فارَقَ (التيروريستُ) أرضَكِ.. وانطَوى عَهدُ المُعاهِد
فَلتَفتَحي صَدرَ المَحَبَّةِ (للخَواجا) و (الحَخامِ) وكلِّ وافِد
يا قدس قومي سلّـمي
وانسَي عُقـودَ المَغـنَمِ
ودَعي ظُنونًا، أو مَقاصد

ولتَبكِني يا قدسُ حياً.. لا تمَنّاني المَقابِر
ولتبكني يا قدس نَسياً عِندَ أعتابِ الحَواضِر
ولتبكني يا قدسُ عُمرًا طَيَّ أمتِعَةِ المُسافِر
ولتَبكني يا قدسٌ سِفرًا مِلْءَ أوراقِ المَحاضِر
ولتبكني يا قدسُ طَيرًا في مَجاهيلِ المَهاجِر
ولتبكني يا قدسُ ريحًا صَرصَرًا تشكو المَجامِر
ولتبكني يا قدس روحًا مَلَّها صَبرُ المُحاذِر
أنا إن بَكيتُ تَمَلُّني الأيامُ قابلَةً .. وغابِر
وتَمَلُّني شهَقاتُ أيامي بِأَوكارِ المَعابِر
ويمَلُّني ليلُ الهُروبِ... يمَلُّني جُبنُ المَخافِر

فلتَبكِني يا قدس طَقسًا من جُنونٍ، ومَفاخِر
ولتَبكني جيلاً تحَوَّرَ عمرُهُ في رَحمِ عاقِر
ولتَبكني فَجراً نَسيتُ بُلوغَهُ.. فالحَظُّ عاثِر
ما عُدتُ أفهَمُها.. وما عادَت لِتَفهَمَني المنابِر
عَطِشَت خُيولي.. ما رَواها فَيضُ دِجلَةَ والقَناطِر
ونَأت فُلولي... لَستُ أدري... أحتَويها.. أم أُكابِر ؟!
فلتَبكِني يا قدس .. مجدي خُنـتُهُ
ووقَفتُ أسألُ :
هل أعُزُّ ... وهل أُسايِِر ؟!!
ليلي تَناوَشَني ... وفَجري لا يُرَحِّبُ بالمُقامِر

يا قدس قومي سلمي... تَرنو البَوادِرُ للبَوادِر
فعيونُ مجدك لن تُسَلِّمَني... وإن كنتُ المُغادِر
وحنانُ صدرِكِ لن يضيقَ بكلِّ صابِرَةٍ وصابِر

يا قدس قومي سَلِّمي .. يحنو العَشيرُ على المُعاشِر
ماذا أقولُ وعِلَّتي ... أنّي المُعاني ، والمُعاذِر
ومُصيبَتي أنّي بما كَسَبَت يدي..
دارت على قلبي الدَّوائِر
وبليَّتي أنّي لطولِ تَهافُتي...
ما عُدتُ أُدرِكُ كيفَ تَأتيني البشائِر !!

فَلتَبكِني يا قدس أُمنِيَةً تَحومُ...
فلا تُقيمُ ... ولا تُسافر !!
ولتَبكِني فِكرًا تَعَطَّلَ ...
لا يُشيرُ ... ولا يُشاوِر
ولتبكِني ...
لا تَبكِني ...
فجري أتى...
يبدو بعيداً... !!
نحوَهُ إنّي مُـسافِر

يا قدس قومي سلمي
أدرَكتُ كل مَغانمي
لم يبقَ إلا أن أُفاخِر

..............
... صالح أحمد (كناعنه)...




التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مجلة حـــــروف من نــــــــور

2016