عاشا عمرهما منذ الطفولة يلعبان ويمرحان ويجريان تحت المطر ويضحكان بقلوب بريئة كانا في نفس المدرسة في نفس الفصل عاشا متعلقين ببعضهما دون ان يعرفا الحب ومرت الايام وازداد تعلقهما وأدركا أنه الحب، وإذا بها تسأله لم تثبت لي حبك حتى الآن؟
... فنظر إليها قائلًا: أليس كافيًا أن أغني لكِ وأرقص معكِ وألعب معكِ، فنظرت إليه قائلة: أنت تغني لهواك وترقص، فأنا أيضا أرقص معك وألعب وأغني.
أنا أريد شيئا لم يعرفه البشر، كانت تحبه لدرجة الخلود وتحب أن يصل معها إلى الخلود أيضا، ثم بعد ذلك تنافسا فأحب أن يخسر لها متعمِّدا ، وأحب أن يراها فرحة، فقال لها:
- هل هذا كافيًا لكِ، فقالت متبسمة:-
- إن كنت تخسر لي فقد كنت تكسب قبلة، وكنت دائمًا تحصل على شيء أكثر مما أعطيت.
فأصبح وأمسى همُّه الشاغل كيف يثبت لها حبُّه.
وإذا به يجلب سمًّا قاتلاً ويضعه في كوب شاي وقال لها هذا به سم واشربيه، فضحكت وقالت: سوف اشرب معك - ظنت انه يضحك معها- وما إن شرب وبدأ يتألم أتى بسكين من المطبخ وبدأ يكتب بدمه عاشق فكتب (عاسق) وجف دمه ولم يضع نقط على الشين والقاف، فإذا بها تدخل في هيستيريا الجنون من الصياح والألم، وتكمل ما تبقي من الشاي المسموم، وبنفس السِّكين قطعت يديها، وأضافت بدمها النقط على عاشق، وأضافت الياء والنون لتصبح عاشقَين، وماتت بين ذراعيه، و أصبح معنى الحب هو التضحية والعطاء.
.................
ابو جنۍ حسني البيلي