وَأَسْكُبُ الدَّمْعَ إِنَّ الدَّمْعَ هَتَّانُ
مَالِي أَرَىٰ بَيْتَنَا تَحْوِيهِ أَحْزَانُ
فِي كُلِّ يَوْمٍ لَهَا قَرْعٌ يُفَزِّعُنَا
أَتَتْ وَمِنْ طَبْعِهَا غَدْرٌ وَخِذْلَانُ
مَدَّتْ يَدَيْهَا إِلَىٰ الْأَحْبَابِ وَاخْتَطَفَتْ
مِنْ بَيْتِنَا فَرْحَتِي والْمَوْتُ خَوَّانُ
قَدْ أُطْفِأَتْ شَمْعَتِي وَالرُّوحُ فِي عَتَمٍ
وَالدَّارُ مِنْ بَعْدِهَا سِجْنٌ وَسَجَّانُ
مِنْ دَوْحَتِي هَجَرَتْ عُصْفُورَتِي شَجَرِي
وَالدَّارُ يَسْكُنُهُا بُومٌ وِغِرْبَانُ
جَفَّتْ يَنَابِيعُ خَيْرٍ بَعْدَمَا رَحَلَتْ
فَالْعَيْشُ مُرٌّ وَمَاءُ الْبَيْتِ قَطْرَانُ
وَمَرْكِبُ الْعُمْرِ أَيْنَ الْآَنَ وِجْهَتُهَا
فَالْعُمْرُ بَحْرٌ وَمَا لِلْعُمْرِ شُطْآَنُ
يَامَوْتُ قَدْ جِئْتَنَا بِالْقَنْصِ تَحْصُدُنَا
كَيْفَ الْحَيَاةُ أَبَعْدَ الْمَوْتِ عُمْرَانُ.. ؟
مَالِي أَرَاكَ أَخَذْتَ الْآَنَ بَسْمَتَنَا
إِنَّ الْحَيَاةَ بِدُونِ الْحِبِّ حِرْمَانُ
كُلُّ الْخَلَائِقِ كَمْ يَبْغُونَ عِشْرَتَهَا
فَالْقَوْلُ مِنْ ثَغْرِهَا رَوْحٌ وَرَيْحَانُ
كَانَتْ لَهَا بَسْمَةٌ تُطْفِي مَوَاجِعَنَا
فَالْجُودُ فِي كَفِّهَا وَالْكُلُّ شَبْعَانُ
مَاعَادَ بَوحٌ لَهَا فِي الدَّارِ نَسْمَعُهُ
قَدْ بِتُّ شَوْقًا لَهَا وَالْقَلْبُ حَيْرَانُ
إِبْنٌ وَبِنْتٌ لَهَا أُخْتٌ وَجَارَتُهَا
يَبْكُونَ فِي لَوْعَةٍ فَالْكُلُّ خَسْرَانُ
زَادَتْ فَجِيعَتُنَا وَالْأَهْلُ فِي وَجَعٍ
وَالْكُلُّ فِي قَلْبِهِ نَارٌ وَبُرْكَانُ
وَالْقَلْبُ ثَاوٍ عَلَىٰ الْأَوْجَاعِ يُؤْلِمُهُ
بَيْنٌ وَقَدْ هَدَّهُ حُزْنٌ وَهِجْرَانُ
يَالَهْفَ نَفْسِي عَلَىٰ خِلٍّ يُفَارِقُنِي
لَمَّا أَتَىٰ حَتْفَهُ غَطَّتْهُ أَكْفَانُ
يَارَبُّ صَبْرًا عَلَىٰ وَأْدٍ يُقَطِّعُنِي
يَارَبُّ صَبْرًا فَإِنَّ الصَّبْرَ غُفْرَانُ
يَارَبُّ لُطْفًا بِعَبْدٍ بَاتَ فِي شَغَفٍ
أَتَاهُ فِي بَغْتَةٍ مَوْتٌ وَأَشْجَانُ
يَارَبُّ أَكْرِمْ بِهَا فِي الْقَبْرِ مِنْ نُزُلٍ
يَسْعَىٰ إِلَىٰ سَعْدِهَا صَوْمٌ وَقُرْآَنُ
وَامْنَحْ لَهَا شَرْبَةً تَرْوِي بِهَا ظَمَىءً
مَنْ كَفِّ طَٰهَ - إِلَٰهي أَنْتَ حَنَّانُ
وَاجْعَلْ لَهَا جَنَّةَ الْفِرْدَوْسِ مَسْكَنَهَا
أَنْتَ الرَّحِيِمُ إِلَٰهِي أَنْتَ رَحْمَٰنُ
=========
محمد عبدالله المراغى