يـاضـاحِـكـاً وَالـبِـشْــرُ مِـــلْءُ رِدائِــهِ
وَالْأَرضُ طُـــــرّاً أُولِــعَــتْ بِــدِمـائِـهِ
.
وَالْــمَــوْتُ يَـخْـــطَـفُ آلُــهُ مـايَـنْثَــني
يَـسْـــعى إلَـيْــهِ بِـصِـبْــحِهِ وَمَـســــائِهِ
.
أَفَــأَنْـتَ مِــنْ أَتْـبــــاعِ ديــنِ مُـحَـــمَّدٍ
وَتَــظَـلُّ لِـلـطَّـــوَفانِ بَـعْـضَ غُـثـائِهِ؟
.
أَنّــى اتَّـجَـــهْتَ فَـأَنْــتَ شِـــلْوٌ بـائِـسٌ
مِــنْ جِـسْــمِ أُمَّـتِـــنا حُـقِــنْتَ بِـدائِـــهِ
.
أَوْلُـقْـــمَـةٍ فـــي قَـصْـــعَـةٍ مَـرْمـوقَـةٍ
فَـالـضّـاحِكونَ بِــهـا كَـحـــالِ الْـتائــهِ
.
هَــلْ أَنْـتُـــمُ جَـسَــدٌ يُـداعـي بَـعْــضُهُ
بِـالـسُّهْـــدِ وَالْـحُـمّى صَـغا لِـدُعــائِهِ؟
.
أَمْ فِـتْـــنَةٌ شَـــوْهـاءُ فَـــرَّقَ جَـمْعُــكُمْ
وَلَـهـــا دُعــــــاةٌ داؤُهُــــمْ بِــدَوائِــــهِ
.
هَـــذي شَـــــآمٌ دُمِّــــرَتْ آيــــاتُــهـــا
وَابْــــنُ الــشَّــآمِ عَـبَـثْــتُــمُ بِـرَجــائِـهِ
.
يَــوْمـا تُــنـادوا : فَـالْـبَــقاءُ لِـشَـعْــبِنـا
سُــحْـقـاً لِـنَـمْروذٍ طَـغـى بِـعَـمــائِـــهِ
.
وَالْــيَــوْمَ يَــدْعــو لِــلْـحِـوارِ مُــفَـوَّهٌ
وَكَـأَنَّـمـا صَـــيْــدُ الْــفِــرا بِــهُـرائِـهِ
.
دَجَــــلٌ وَتَـلْـفـيـــقٌ مَــلَأْتُــمْ كَـــفَّـنـا
يــابُــؤسَ آمِــلُـكُـمْ لِـنَـيْــــلِ رَجــائِـهِ
.
وَعِـراقُــنا مَـهْدُ الْـحَضارَةِ أَجْـهَـشَتْ
صُــلُـدُ الْــقُـلـوبِ لِـنَـزْفِـــهِ وَبُـكـائِـهِ
.
أَخْنَتْ عَلَيْهِ جُمــوعُ كِسْــرى دأْبُــهُـمْ
سُــبُـلُ الْـفَـســـــادِ بِـنَـهْـــكِهِ وَبَـلائِــهِ
.
وَخَــوارِجٌ مـاتَـنْـتَــهي عَـــنْ غِـيِّـهـا
حَـتّـى الْـهَــلاكِ وَتَـنْـتَــشي بَـبَقـــائِهِ
.
لَـمْ تِـصْـرِخـوهُ وَإنَّــمـا أَصْـرَخْـتُـــمُ
عُـصَبَ الـضِّباعِ فَـأَوْغَلْتْ بِـشَـقـائِهِ
.
والْأهــلُ بِـالْيَمَنِ الْـحَزينِ تَـقـاطَروا
بِـــدِروبِ مَـــوْتٍ أّمَّــلـوا بِـشِـفــائِهِ
.
وَيَهـــودُ قَد سَــرَقَــوا الدّيارَ وأَهْلُها
جَــأروا لِظُــلْـمٍ يَحْــتَــفي بِسِبـــائـهِ
.
يـا أَيُّـهـا الْأَعْـرابُ خَـيَّبَ سَـعْيُـــكُمْ
رَبُّ الْــبَـرِيَّـةِ ســاخِـطـاً بِـسَـمـــائِهِ
.
لِـوْكانِ عُرْبُ الـشِّرْكِ إذْ لَتَناهَضوا
لأَخٍ لَهُـــمْ وَلَأَنْــصَــتــوا لِــنِــدائِـهِ
.
لَــكِــنَّــكُـمْ أَعْــرابُ ذُلٍّ أبْـــدَلـــوا
دَرْبَ الْـهَــوانِ بِعِــزِّهِ وَسَـــوائِــهِ
.
عُذْراً رِفــاقَ الْـحَرْفِ إذْ أنا كـاتبٌ
وَمِــدادُ حَـرْفـي كَـالْـمُغِصِّ بِـمـائِهِ
.
لَـــوْلا أنــيـنُ الْـبـائِـسينَ يَـحُـزُّنـي
فــي الْـقَـلْبُ يَـخْـرِقُــهُ بِـعُمقِ بِنائِهِ
.
مـاكُـنْـتُ أمْـتَـشِـقُ الْـيَـراعَ مُـلَـبِّياً
داعي الْـقَـريـضِ بِـيُـنْعِهِ وَرَوائِــهِ
.
فَـالـنَّفْسُ مَـلَّـتْ مِــنْ حَـيـاةٍ مُــرَّةٍ
وَأَظَــــلُّ أَجْـرُعُ مَــرَّهـا بِـسْـقـائِهِ
......
أحــمــد قــطــيـش