في مَولدٍ تتشهّدُ الأقلامُ
إذ تنتشي في وَصفهِ الأيّامُ
إذ تستسيغُ رؤايَ كلّ مناقبٍ
أكنافُها وَسطَ الجموعِ هُيامُ
هذي الخلائقُ في فيافي الأرضِ ضَحّتْ
في العُلا، إنّ الرّسولَ هُمامُ
إنّ الرّسولَ لِذِكرِ وَصْفِهِ جامعٌ
كلَّ المحامدِ، لِلبيانِ إمامُ
إذْ يَستقيمُ العدْلُ عندَ إبانةٍ
لِلدّرسِ في حُسنِ الخلاقِ زِمامُ
إنّا إذا ذُكرَ الرّسولُ مهابةٌ
إذْ يُعترى في فَيضِهِ الإلهامُ
أينَ الكِرامُ الأنبياءُ إلهَنا
ومُحمّدٌ في حضرَةٍ مِقدامُ
أسْرَجْتَ في عُرْفِ الوجودِ منارَةً
في هيبَةٍ تتهجّدُ الأنسامُ
فانثالَتْ الألحانُ في وهجِ المَدى
في ذِكرِ مَن دانتْ لهُ الأزلامُ
والشّوقُ يَزهو في النّفوسِ تَخَلُّدًا
من عِزّةٍ والرّكنُ فيهِ مُقامُ
أنتَ الّذي شيّدْتَ معْلَمَ أُمّةٍ
كانت على عَهدِ الجهالِ تُضامُ
حتّى اِستقامَ العدْلُ آخرَ صيحَةٍ
إذ بلّغَ الدّينَ الّذي يُستامُ
هذي الولادةُ في عُرى الأمجادِ با
ذِخةٌ لِيومٍ تَشهقُ الأحلامُ
والعمرُ يمضي في سِراجهِ مَوجِدًا
يزهو يُؤثِّلُ ذِكرَهُ الإسلامُ
قَصواءُ مكّةَ في رَحيلٍ صادَفتْ
عجَبًا فَيرقى ذِكرُها الغنّامُ
هذي المكارِمُ قدْ تسرّى في ظلا
لٍ لِلهُدى، إذْ وَحدَهُ الكرّامُ!
.......
شعر: محمود ريّان