مُلْكٌ لَيسَ يَفْنَى
وَحِينَ أَكُونُ مُنفَرِدًا بِذَاتِى
تُحَاصِرُنِى سَمَاوَاتِى
تُفَاجِئُنِى سَمَاءٌ مِنْ حَنِينٍ
تُجَالِسُنِى
تُؤَانِسُنِى
وَتَفتَحُ لِى خَبيئَةَ ذِكرَيَاتِى
تُهَيِّىءُ لِى طُفُولاتٍ فَأعدُو
وأَمرَحُ فِى طُفُولاتِى
وَتُطلِقُنِى إِلَى الأَفلاكِ نَجَمًا
وَحيدًا فِى مَدارَاتِى
فَلِى وَقتِى، وَلِى صَوتِى
وَلِى وَجدِى، وَلِى مَجْدِى
وَلِى وَحدِى انتِمَاءَاتِى
وَلِى وَطَنٌ تَشَكَّلَ مِن يَقِينٍ
فَلا عَسَسٌ يُفتِّشُ فِى خَيَالِى
وشَاشَاتٌ تُزَيِّنُ لِى ضَلالِى
وَلا صُحُفٌ تُبعثِرُنِى حُرُوفًا
وِلا تِئِدُ المَخَافِرُ همهماتى
ولا صَوتُ الجُمُوعِ
يَدُوسُ صَوتِى
ولا لُغَةٌ تُؤولُ بوحَ صَمتِى
ولا سُحُبُ التَآمِرُ تَصْطَفِينِى
ولا زَيفٌ يُقَيِّدُ فَلسَفَاتِى
وَحِينَ أَكُونُ مُنفرِدَاً بِذَاتِي
تَفِيءُ إِلَّي نَجمَاتِي
تُسَاهِرُنِي
تُحَاوِرُنِي
وَتُوقِدُ بَهوَ لَيلاتِي
تَفِيءُ إِليَّ حَالمةً تُغَنِّي
وَتُنبيءُ مُهجةَ الأَيَّامِ عَنِّي
وَتَكتُبُ فِي ضَمِيرِ الكَونِ أَنِّي
سَألتُ اللهَ مُلكَاً لَيسَ يَفنَى
فَكَانَ الشِّعرُ
مَملَكَتِي وَمُعجِزَتِي وَمَأسَاتِي
.......
السيد حسن