أبا الطيب
من أي بحور الشعر تجيءُ ؛
لتنقذ " سيف الدولةِ " ،
من حاشية الغشِ ،
وحُجَّاب الأخبارْ ؟!
من أي حروف قوافيك تجيءُ ،
تزلزل أهل الإفكِ ،
وتفضح ما بثَّ التجارْ
هل تملك في قبضتك النارْ ؟!
هل تملك يا جبار الشعرِ ،
تجندل جبار الحربِ ،
تهتِّك سِتْرَ الكربِ ،
وتخلق من أصلاب زمان الوثبِ لنا فرسانْ ؟!
***
من أي بحور الشعر تجيءُ ،
توطِّد عرش السيفِ ،
بعرش الشعرِ ،
وبين الشعر وسيف الدولةِ ،
أزمنةٌ ،
فضَّت ما بينهما
من أسرارْ
زرعت بين الشعر وسيف الدولةِ ،
ألفَ جدارْ
فإذا ببلاد الأمنِ ،
بلادُ الخوفِ ،
تلفُّ على كفيك سوارَ العارْ
***
حاذر
يا جبار الشعرِ ،
بليلك ـ حين تغادر جهرا
وطنا ،
عاشك زمنا يبحث فيكَ عن الإنسانِ ،
وتبحث فيه عن الإنسانِ ـ
عينا " ضُبَّةَ " خلفكَ ،
ترقب طيفكَ ،
تتبع خطوكَ ،
تُحكم حولك ألف حصارْ !
***
عبثا كنت تحاولُ خمد الشوق إلى الفلواتْ
كنت تحاول تكبح فيك جماح الزهوِ ،
وأبهة الجَلسَاتْ
كنت تحاول صد السهمِ ،
وملعون النظراتْ
كنت وكنتَ ،
فهل أدركتَ ،
بأنك قد أخطأتَ ، إذ استبدلت بطيب العيشِ ،
بذور القِثَّاءْ ؟!
***
" نقفورُ " الآنَ ،
يدور مع الأسوارْ
منذ سنيي التيه يفكرُ ،
كيف سيدخل هذى الأرضَ ،
على حشرجة الحرف ،
وولولة الأشعارْ ؟!
لا يعنيهِ ...
قلت الشعر أم استشعرتَ ،
أخذت الحق أم استحققتَ ،
تسوَّر ماء بيانكَ ،
أتقن سر اللعبةِ ،
تبديل الأدوارْ !
***
يا جبار الشعرِ ،
الآن يصيبكَ ،
سهم الغدرِ،
وسهم البطشِ،
ولا يتكسَّر نصل فوق النصلْ !
أتراك تعبتَ ،
تبدَّد فيك طموح الروحِ ،
وأوهن فيك الجسدَ الضاري
شوكُ البيداءْ !
***
أينَ الآنْ
أين الآن الخيلُ ،
الليلُ ،
البيداء المترامية الأطرافِ ؟!
السيفُ ،
الرمحُ ،
القرطاسُ ؟!
القلم النافذ في أكباد الحرفِ ،
يفجِّر معنىً ،
يسهر جرَّاه الخلق ويختصمونَ ،
وأينَ وأينْ ؟!
***
أتراكَ تجيءُ ،
بشعرك تركضُ ،
في صحْراء الشِّعْرِ الثكلى ،
منذ ارتعش القلم الحر على الصفحاتِ ،
وخاصم فيه ،
نداءُ الحبر نداءَ الروحِ ،
تنكَّب قبلته الأولى !
أتراك تجيءُ ،
تلملمُ من أطلال النوح ،
حوافر خيلكَ ،
زحفة ليلكَ ،
طعنة رمحكَ ،
ضربة سيفكَ ،
وثبة حرفكَ
حين ترفرف في بغدادَ ،
وترسل ماء الشعر رسولا ،
بين " فرات " المجد ،
و" نيل " العزمِ ،
يذيب جليد الفرقةِ ،
بين الماءِ وبين الماءْ
***
أتراك تجيءْ ؟!
أتراك تجيءْ ؟!
....
محمد حافظ حافظ