سَأظلُّ أكتبُ ما حَييتُ سُطُوري
وتظلُ مْشْكاتِي تَشِعُّ بنورِي
وأظلُّ أنْحَتُ في الصُّخورِ قصائدي
لنْ يهدأَ البركانُ قبلَ نشورِ
إنْ جفَّ شِعْرِي خُلْتُ أنِّي مَيِّتٌ
كالتربةِ الجرداءِ ، دونَ بذورِ
وإذا نطقتُ ، تفتحتْ ازهارُها
وَتَغلغلتْ بين الْمَسَامِ عطوري
أوْ أشْعَلَتْ نيرانَ حقٍّ ضائعٍ
لِيَثُورَ شعبٌ ثورةَ المَقْهُورِ
قدرُ عَليَّ بأنْ أسوق بضاعَتِي
بينَ الزِّحامِ لِجائعٍ مَقْرُور
أوْ أنْ أٌقودَ مراكبي في لُجَّةٍ
أضحتْ حضارَتُها بناءَ قصورِ
إنَّ الحياةَ رخيصةٌ مَمجُوجَةٌ
أنَبيعُ ما يَبْقَى بِبعضِ قُشُورِ
لكنَّني ما زلتُ أؤمنُ أنَّني
بالحرفِ أَشْفِي عِلةَ الْمَصْدُورِ
فسعادتي بين الحروفِ أضمُها
بتآلُفٍ ، وتآزرٍ ، وشعورِ
أختارُ أجملَها لتصبحَ باقةً
مثلَ الزَّنابِقِ عندَ كلِّ ظهُورِ
الشعرُ نَبعٌ من صفاءِ قلوبِنا
كالجدولِ الرقراقِ بينَ صخورِ
مَنْ ذا يلومُ ؟ إذا حملتُ رِسالتِي
لِأجُوبَ أصْقاعَ الدُّنَى بِزهُوري
لا ، لنْ أملَّ ولن أُساومَ في دمي
الشعرُ نبضِي والسطورُ سُطوري
وأنا رسول الحبِّ أنْشُرُ مَطْلَبِي
حتَّى أوسَّدَ بينَ رَمْسِ قُبُورِ
............
شحده البهبهاني