في القُدسِ صالَ مُنافِحٌ
مُتَأَلِّقُ
فهناكَ يحرُسُ راصِدٌ متَوثِّقُ
أنا مُسْلِمٌ بحرُ اليقينِ بمُهْجتي
رَحبٌ مداهُ، وغورُهُ مُتَعَمِّقُ
وَكَكُلِّ بحرٍ سَطْحُهُ مُتَمَرِّدُ
أمَّا القرارُ فَلُؤلْؤٌ مُتَنَسِّقُ
في لُجَّةِ الأضغانِ تصْطَرِعُ
الرُّؤى
أنّى تلوحُ لنا الهدايةُ نَلْحَقُ
قَدْ ثُرْتُ للقُدسِ الَّتي نَظَرَ
الغَريـ
ـبُ لها بنَظْرَةِ مُنْثَنٍ
يتشَوَّقُ
إذ سارَعَتْ كلّ الأُلى لمّا تَنا
دَوْا كيْ يُلَمْلمَ
خَيمَةً تَتَمزَّقُ
في خَدِّكِ المُتَوَرِّدِ جَمَراتُكِ
اللّاتي تُطَهِّرُ لوثَةً
وَتُحَرِّقُ
كمْ من هلالٍ استَوى مُتَمَسِّدًا
أنوارَكِ اللّاتي تشِي وَتُشَرِّقُ
في القُدسِ ثارَ اليَلْمَعِيُّ
مُجاهِرًا
يُدمي عَنانَهُ مولِعًا مُتَشَفِّقُ
صوتي يُحاكي فَجرَ مَن ذَهبُوا
فداءً لِأتِلاقٍ قادِسٍ فَتَمزَّقوا
نَحنُ الَّذينَ رَجَوْا مَدًى
مُتَأصِّلًا
لِلقُدسِ والشّامِ الَّتي تَتَأرَّقُ
نِمنا طويلًا فاسْتَفاقَ نداءُ
قُدْ...
سٍ قدْ أرانا المُنْتَأى يَتَحَقَّقُ
مَن صانَ عهْدَكِ قد مَضى
مُسْتَعصِمًا
لَبَّى نداءَ الصَّرْخةِ يَتَرفَّقُ
في القُدْسِ بركانٌ يَمورُ منادِيًا
يا عُرْبُ قوموا فالنّذيرُ مُحَدّقُ
دمُ مسلمٍ قدْ صارَ صَرْحَ تَصارعٍ
بَذَلَ الفِدى مُتَوسِّمُ مُتحَقِّقُ
واليومَ صارَتْ أنفُسٌ تَتَلهَّفُ
للقُدسِ لمَّا خانَها مُتَفًيْهِقُ
طَفقَ العداةُ ولوجَ غَوْرِ مِهادِها
فغَدتْ تصُدُّ عداءَهُم فَتَحَرَّقوا
واختالَ فَجري بالوَرى مُتَرنِّمًا
كَي يَحفَظوا قُدْسًا غَدًا
تتوَدَّقُ
فالقُدسُ باتَتْ تَحتَمي بِبَيارِقٍ
أجنادُها جَذَواتُهُمْ تَتَفَتَّقُ
فمَحبَّةُ الأقصى تَدومُ بِحُبِّ
أر...
ضٍ جادَ مُبْتَهلٌ لها وَمُرَمَّقُ
فسَحَ الأنامُ لها جَدًا مُتًعاظِمًا
يَزدانُ بالوَبْلِ الرَّؤومِ
ويَسْحقُ
فَمَتى يَثورُ مُنازِلٌ مُتَوًجِّسٌ
يَحمي حماها والفِدى يَتَعَشَّقُ
رَدَّتْ جحافِلَ مَن تَنَكَّبَ
خِدرَها
فَرَمَتْهُمُو بالصَّعْقًةِ
فَتَحَرَّقوا
وَهناكَ مَأمَنُ تُرْبةٍ تَتَصَرَّخُ
مِنْ نَيرِ ما صَنَعَ الجُناةُ
وَغَرَّقوا
والقُدسُ والشّامُ اسْتًجارَ بِهنَّ
مَن
سَفَكوا دَمًا مُتَرَقْرِقًا
وَتَسَرَّقوا
مُدّي شراعَكِ وانهَبي أثَرَ الهَوى
فَعَسى تَعشُّقُ ثَورَتي يَتَحَقَّقُ
فسَناكِ يُغري المُستَهيمَ بشَهْقَةٍ
في النَّفسِ تَجلُو المُستَحيلَ
وَتُحْرِقُ
لمْ يجْهَلِ التّاريخُ لونَ قبابِها
وجيادَها فَسَرَتْ تثورُ وَتَشْهَقُ
شُهداؤُنا بُركانُهمْ يَتَمرَّدُ
بالقُدْسِ من جَوْرٍ بِها
يَتَعَمَّقُ
حتَّى مَتى تَتَوسَّمُ مُتَطَفِّلُ؟
أن يحْمِيَ الأقصى رَجًا مُتَخلِّقُ!
لُبُّوا نداءَ الصَّرْخةِ
المُتَشَنِّجَةْ
لا بُدَّ للأحرارِ أن يَتَشَدَّقوا!
كيفَ الرَّجاءُ بأُمَّةٍ تتغافَلُ
عَنْ حَقِّها وَجَهَنَّمُ
تَتَحَلَّقُ !
فَربيعُ قُدْسٍ قدْ دَنا
فَتَنَبَّهوا
دَلْفَ العيونِ المُسْتَريبةِ
تُحْدِقُ
لا بُدَّ أنْ يَتَمرَّدَ البَشَرُ
الغَضو...
بُ وَسيفُ عِزٍّ انتضاهُ مُعَانِقُ
فيكِ انبَرى مُتَرَصِّدٌ يَتَوَعَّدُ
مَنْ كانَ بالأَمسِ القَريبِ
يُنافِقُ
للّهِ دَرُّ المُدْلِجينَ لِقُدْسنا
قَدْ نامَ عَنها سامِدٌ مُتَمَلِّقُ
لا خيرَ فينا إن تَخَرّمَ ودُّ
أقْ...
صانا فَخَلْفَ السّورِ مَن
يتَسَلَّقُ
لكنَّ مَن في القُدْسِ مُحْتَدِمٌ
لِيَوْ...
مٍ تَشْخَصُ فيهِ الرِّجالُ
وَتُصْعَقُ
لكنَّ بُركانَ التَمَرُّدِ كامِنٌ
في كلِّ نفسٍ حُرَّةٍ تَتَحَرَّقُ
يُذكيهِ أعداءُ الحياةِ بِبغيِهِم
مَهلًا.. غَداةَ غَدٍ يَثورُ فَيَمْحَقُ
مَهلًا.. غَداةَ غَدٍ يَثورُ فَيَمْحَقُ
………………….
الشّاعر: محمود ريّان