الدرس الثالث
بـناء الأبـيات
بـناء الأبـيات
الحمد لله والصلاة والسلام علَى رسولِهِ ومُصْطَفاه وَآلهِ وصحبهِ ومَن والاه ، أمَّا بعدُ : فمن هذه التفعيلات – المذكورة في الدرس السابق
– تُبنى أبيات القصائد العربية ، وكل قصيدة تُبنى على بحر واحد من بحور
الشعر ، ويتميز كل بحر عن غيره بحسب التفعيلات المستخدمة في بناء أبياته –
كما ستعرف لاحقًا إن شاء الله – .
وتنقسم البحور من حيث عدد تفعيلات أبياتها إلى صورتين :
(أ)
مثال: وزن البيت الواحد من بحر الكامل هو :
[ متفاعلن متفاعلن متفاعلن *** متفاعلن متفاعلن متفاعلن ]
(ب)
مثال: وزن البيت الواحد من بحر المتقارب هو :
[ فعولن فعولن فعولن فعولن *** فعولن فعولن فعولن فعولن ]
والبيت له أربع صور : ( تام / مجزوء / مشطور / منهوك ) :
فيصير السداسي رباعيًّا ، مثل :
[ متفاعلن متفاعلن *** متفاعلن متفاعلن ] .
و يصير الثماني سداسيًّا ، مثل :
[ فعولن فعولن فعولن *** فعولن فعولن فعولن ] .
ولم يردْ إلا في بحرَيْن ، هما: الرَّجَز والسريع .
ولم يردْ إلا في بحرَيْن ، هما: الرَّجَز والمُنسرَح .
وسيأتي تفصيل ذلك في مكانه – إن شاء الله – .
وتنقسم البحور من حيث عدد تفعيلات أبياتها إلى صورتين :
(أ)
بـحـور سُداسيَّة
: إذا كان عدد تفعيلات البيت الواحد من القصيدة = ست تفعيلات .مثال: وزن البيت الواحد من بحر الكامل هو :
[ متفاعلن متفاعلن متفاعلن *** متفاعلن متفاعلن متفاعلن ]
(ب)
بـحـور ثُـمـانِـيَّة
: إذا كان عدد تفعيلات البيت الواحد من القصيدة = ثَمانِ تفعيلات .مثال: وزن البيت الواحد من بحر المتقارب هو :
[ فعولن فعولن فعولن فعولن *** فعولن فعولن فعولن فعولن ]
والبيت له أربع صور : ( تام / مجزوء / مشطور / منهوك ) :
1- بيت تامٌّ
: إذا كان من شطْرَيْنِ لم تسقط منهما أي تفعيلة
راجع المثالين السابقين .
2- بيت مَـجـزوء
: إذا سقطت تفعيلة من كل شطر .فيصير السداسي رباعيًّا ، مثل :
[ متفاعلن متفاعلن *** متفاعلن متفاعلن ] .
و يصير الثماني سداسيًّا ، مثل :
[ فعولن فعولن فعولن *** فعولن فعولن فعولن ] .
3- بيت مشطور
= شطرٌ من البيت التام .ولم يردْ إلا في بحرَيْن ، هما: الرَّجَز والسريع .
4- بيت منهوك
= شطرٌ من البيت المـجـزوء .ولم يردْ إلا في بحرَيْن ، هما: الرَّجَز والمُنسرَح .
وسيأتي تفصيل ذلك في مكانه – إن شاء الله – .
*ملحوظة :
أبيات القصيدة كاللؤلؤ المنظوم في
عقد ، وكل لؤلؤة مساوية لأختها في الحجم والنوع ، فلا يجوز تنويع أبيات
القصيدة الواحدة ما بين تام ومجزوء ومشطور ومنهوك ، بل يجب اختيار النوع من
أول القصيدة ثم تعميمه على سائرها ، وكذا لا تُبنَى القصيدة على أكثر من
بحر ، وهذا هو الوارد عن العرب لا غير ، ولم يَحِدْ عن ذلك إلاّ بعضُ
المتأخرين من المُفلِسين أصحاب بدعة الشِعْر الحُـرّ !! وما هو بشِعْر ، بل
هو عَيْنُ النثْر . ولَعَلِّي أُفْرِدُ مقالاً في بيان خطورة ذلك الأمر
على اللغة العربية ، وأنه باب للطعن في القرآن من طرْفٍ خفي ، فالله
المستعان .
مصطلحات مهمة
● العَـرُوض : هي آخر تفعيلة بالشطر الأول من كل بيت .
و بها سُمّيَ هذا العلم .
● الضَّـرب : هو آخر تفعيلة بالشطر الثاني من كل بيت .
● الحَـشْو : يطلق على كل تفعيلة غير العروض والضرب .
● الصَّـدْر : قد يُطلق على التفعيلة الأولى من كل بيت ، وقد يُطلق على الشطر الأول بأكمله ، ويسمى الشطر الثاني حينئذٍ بالعَـجُـز .
وهاك ما نظمتُه في فصل “بـناء الأبـيات” في منظومتي المُسَمّاة (الخُلاصة الشافية في العروض والقافية) :
و بها سُمّيَ هذا العلم .
● الضَّـرب : هو آخر تفعيلة بالشطر الثاني من كل بيت .
● الحَـشْو : يطلق على كل تفعيلة غير العروض والضرب .
● الصَّـدْر : قد يُطلق على التفعيلة الأولى من كل بيت ، وقد يُطلق على الشطر الأول بأكمله ، ويسمى الشطر الثاني حينئذٍ بالعَـجُـز .
وهاك ما نظمتُه في فصل “بـناء الأبـيات” في منظومتي المُسَمّاة (الخُلاصة الشافية في العروض والقافية) :
وَمِنَ التَّفَاعِـيلِ الْبُـيُوتُ تَشَـيَّدَتْ =========
====== وَالْبَـيْتُ مِنْ شَـطْـرَيْنِ تَـامًا يُـنْشَدُ
مَـجْـزُوءُهُ كَـالـتَّـامِ لَـكِنْ عِـنْدَمَـا ==========
======= تَـفْـعِــيلَةٌ مِنْ كُـلِّ شَـطْـرٍ تُـفْـقَـدُ
مَـشْطُورُهُ كَالشَّـطْـرِ مِمَّا تَمَّ ، وَ الْـ ========
====== ــمَـنْهُـوكُ فِي الْمَـجْـزُوءِ شَـطْـرٌ مُـفْـرَدُ
وَ بآخِـرِ الشَّـطْـرِ الْمُـقَـدَّمِ دَائِمًا ========
======== تَـفْـعِـيلَةٌ تُـدْعَى عَـرُوضًـا تَـلْـبَدُ
وَ نَـظِـيرُهَا فِي آخِـرِ الْبَـيْتِ اسْـمُهُ ========
======= ضَـرْبٌ ، وَ دُونَهُمَا فَـحَـشْوٌ يُـرْصَـدُ
====== وَالْبَـيْتُ مِنْ شَـطْـرَيْنِ تَـامًا يُـنْشَدُ
مَـجْـزُوءُهُ كَـالـتَّـامِ لَـكِنْ عِـنْدَمَـا ==========
======= تَـفْـعِــيلَةٌ مِنْ كُـلِّ شَـطْـرٍ تُـفْـقَـدُ
مَـشْطُورُهُ كَالشَّـطْـرِ مِمَّا تَمَّ ، وَ الْـ ========
====== ــمَـنْهُـوكُ فِي الْمَـجْـزُوءِ شَـطْـرٌ مُـفْـرَدُ
وَ بآخِـرِ الشَّـطْـرِ الْمُـقَـدَّمِ دَائِمًا ========
======== تَـفْـعِـيلَةٌ تُـدْعَى عَـرُوضًـا تَـلْـبَدُ
وَ نَـظِـيرُهَا فِي آخِـرِ الْبَـيْتِ اسْـمُهُ ========
======= ضَـرْبٌ ، وَ دُونَهُمَا فَـحَـشْوٌ يُـرْصَـدُ