إزدادت نسبة الطلاق في مصر بطريقة مفزعة في الفترات الأخيرة، على الرغم من عدم وجود ذلك في الزمن الماضي بل كانت البيوت عامرة بالهدوءِ والسكينة، فماذا حدث في زمننا هذا لزيادة نسبة الطلاق بهذا الحد؟!
سوف نعرف أولًا معنى الطلاق، ثم ننتقل إلى الأسباب.
تعريف الطلاق
الطلاق هو إنفصال يحدث بين الزوج والزوجة نتيجة مشاكل زوجية أو عدة أسباب أخرى تتعلق بينهما، ويتم ذلك عن طريق حل عقد الزواج بينهما، أو تحدث الفُرقة بينهما ايضًا بالخلع بناءً على طلب الزوجة إن لم تستطيع الإستمرار في الحياة الزوجية.
أسباب زيادة نسبة الطلاق
إن عدد المطلقات في مصر تخطى ٢.٥ مليون مطلقة، وذلك لعدة أسباب منها:
° سوء الاختيار بين الطرفين.
° عدم التكافؤ ماديًا وفكريًا بحيث لا يستطيع أحد الزوجين أن يعيش في مستوى أقل من المستوى الذي كان عليه أو لا يوجد تفاهم بينهما.
° تدخُّل الأهل في حياة الزوجين مما يزيد حجم الخلاف بينهما.
° عدم الاستقلال المادي للزوج مما يسمح بالتدخل بين الزوجين.
° ارتفاع أعباء الزواج؛ بحيث تكون الديون طريق لإكمال الزواج فتتعسر حياة الزوجين مما يؤدي إلى الإنفصال، وتزداد أيضًا نسبة الطلاق في العائلات الغنية وذلك لكثرة الأموال مما يجعل عندهم القدرة على الطلاق والزواج مرة ثانية.
° البعد عن الله وعدم القيام بالواجبات الزوجية.
° الإدمان، وهو بسبب انتشار المخدرات التي أصبحت تهديدًا لأجيال جديدة، مما يجعل الزوج غير مدرك تصرفاته فتحدث مشكلات كثيرة.
° عدم تحمل المسؤولية.
° إتباع الزوج أسلوب العنف والضرب في زوجته.
° دخول الشك والخيانة في العلاقة الزوجية.
وغير ذلك من الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق.
عواقب الطلاق
للطلاق آثار سلبية كثيرة منها:
° هدم البيت والأسرة مما يؤدي إلى الإنهيار وتشرد الأبناء.
° إحساس الأبناء بالظلم والتشتت بين الأبوين مما يصيبهم بحالة نفسية.
° نظرة المجتمع للمرأة المطلقة نظرة لا ترحم.
حلول مشكلة الطلاق
الحياة الزوجية هي عبارة عن بناء بيت وأسرة بين زوجين متفاهمين لحل مشاكل الحياة بسهولة ويسر وعدم الوصول إلى الانفصال.
° تحمل المسؤولية بين الزوج والزوجة ولكل منهما حقوق وواجبات.
° إتباع الدين لإقامة حياة زوجية صحيحة.
° دراسة كل منهما الآخر فترة الخطوبة وإظهار الصفات السلبية قبل الإيجابية.
° عدم تدخل طرف ثالث بين الزوجين إلا للضرورة بأن يكون للزوجين حياة شخصية لهما.
° مساعدة كل منهما الآخر على دوام الحياة الزوجية.
جميع هذه الحلول قائمة على التفاهم بين الطرفين فلا بد كما ذكَّرنا أن يوجد تكافؤ فكري، وأن هناك أمور كثيرة تبين عظمة العلاقة بين الزوجين، حتى لا يهدم بيت تعقبه أعباء نفسية تقع على الزوجة والأبناء.
من منظوري الشخصي لمشكلة الطلاق
للطلاق عواقب إجتماعية وآثار سلبية كثيرة على أفراد الأسرة بالكامل، لذلك الله سبحانه وتعالى لا يحبذ المسلم أن يبادر للطلاق وجعل الطلاق أخر الحلول، فيجب على كلٍ من الزوجين قبل اتخاذ ذلك القرار التفكير في العواقب أولًا، إذا كان بينهما أبناء فمن الصعب الإنفصال لأكثر من سبب منهم نقص المستوى الدراسي، والدخول في حالة نفسية خطيرة، والتشرد والتشتت بين الأم والأب، والإحساس بالنقص والغيرة ممن ينعمون بحياة مستقرة، والحقد والأذى والعدوانية للآخرين، فمن اللازم على كلٍ من الأبوين التصرف بحكمة وعقل والنظر للأبناء لتربيتهم تربية سليمة، لأن من عواقب الطلاق الإجتماعية انتشار ظاهرة التدخين والمخدرات بين أطفال ليس لهم ذنب بسبب أبوين لا يتحملان المسؤولية، ولكن من منظوري الشخصي أيضًا أن الطلاق حل في بعض المواقف لأنه يمنع من حدوث مصائب كثيرة كما نسمع ونشاهد كثيرًا من الحوادث بين الأزواج لعدم الإستقرار وقلة التفاهم ومشاكل اخري لذلك شرع الله سبحانه وتعالى الطلاق ولم يحرمه لقوله تعالى: (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ)[البقرة:٢٢٩]
وبهذا عزيزي القارئ قد نكون تعرفنا معًا على الطلاق والآثار السلبية التي يتسبب بها، فلا بد من التفكير كثيرًا قبل وقوع الإنفصال.
........
أميرة محمود