مجلة حـــــروف من نــــــــور مجلة حـــــروف من نــــــــور

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

ملكوت ...قصة بقلم / دعاء أحمد شكري



نتيجة بحث الصور عن منظر جميل للسماء

     تتمطى السماء بغنج فرحة بمملكتها، يهفهف شعرها المرصع بالنجوم المتلألئة منسابًا خلفها كينبوع العسل، تدندن بنغمات حانية، تطمئن على حاشيتها منتشية بترابطهم ونشاطهم الدؤوب، يعملون بنظام وهدوء.
تسلل إليها صراخ و عطن أفسد عليها نشوتها وانتابها الذهول، فأسرها الصمت.. ملأت علامات التعجب ملامحها عندما رأت اﻷم تلتهم بعض أوﻻدها بشراسة، ويخرج من باطنها نار كالتنين، بينما كانت تحوط النصف اﻵخر بالزهور حتى فرقتهم وقسمتهم نصفين..
بزغ الفجر راح يهمس لما لحقه من النجوم برفق: ماذا يحدث عزيزاتى؟
(زغدته) إحدى السحب برفق لينظر حيث تنظر السماء، فحدق الجميع، ساد الصمت.
حان وقت انصراف البعض انسحبوا بخشوع تركوا الخلق للخالق لبوا نداء ربهم سلموا ورديتهم.
زاد ذعر السماء لرؤية النصف اﻷول فى وضح النهار يتلوى حتى دوى صراخه.
فتحت الشمس عيونها قبل أن تهم ببث أشعتها، انفطرت السماء بغتة ممطرة بدموع الرحمة للأول، فتوارت الشمس قليلاً وبصوتها المختنق من خلف الغيمات:
-    أيتها اﻷم هل تجرأت وخزنت من حرارتى، ورحت تبتلعين بها بعض أوﻻدك؟ وأنت أيتها السماء كفى عن البكاء واصرفي وصيفاتك عنى كى أنتشر وأريها ذاتي.
ضحكت اﻷم:  أيتها الشمس، خفة ظلك هدأت من روعى.. يا رفيقتى عمري ﻻ تتسرعا، ارقباني جيدًا
حتى أنتهي وستعرفان كل شئ بذكائكما الفطرى.. ألسنا متعاونين، منظمين، نخشع ويوحدنا حبنا لرب الكون فلم سوء الظنون؟.
فأحاطهما اﻹيمان وربت عليهما وحلاهما بالصبر فحبست السماء دموعها وظلت الشمس وديعة رقيقة مختبئة تترقب.
خمدت النيران بجوف اﻷم، ففرجت من ضيقها عليهم و لبت رحمة السماء لعلهم غسلوا بدموعها وحثتهم على الإستغفار، ولكن لم يتعظ النصف اﻷول،  إذ لمحتهم الشمس يفرون هاربين من جوف اﻷم ينفخون بجمرات ملتهبة من أفواه شر نفوسهم نحو النصف اﻷخر،  فانتبهت إلى أنها نيران نفوسهم الخبيثة،  وضحت لم حاصرتهم أمهم وضاقت بهم عندما كانوا يؤذون بها إخوانهم اﻵخرين.
سلطت الشمس أشعتها عمودية عليهم فأحرقتهم حتى الهلاك، خسفتهم اﻷم بأسفل سافلين. وما تبقى للأم إلا ذاكرة تعرض أعمال أولادها من النصف اﻵخر.
ها هم أناس يمشون عليها هونًا فتزهر وينتشر أريج أعمالهم، وحيثما وطئت أقدامهم عمروها بنفوسهم المعطرة، وقبل أن تفنى اﻷرض اﻷم كانت منبهرة وهى ترى ذاكرة أعمال أولادها تعرج إلى السماء، وعادت السماء تتمطى بغنج وهى ترفعهن إلى ما بعد سدرة المنتهى.
.......
دعاء أحمد شكري


 

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مجلة حـــــروف من نــــــــور

2016