*في رثاء شيخ الأدباء ورائد جامعة الشعراء الأستاذ إسماعيل بخيت رحمه الله
***
قلبٌ تَفَطَّرَ والدمُوعُ تَسيلُ
والنبضُ يهتفُ: إيه "اسماعيلُ"
يا فارسَ الشعراءِ قد ودَّعْتَنا
وتركتَ أفئدةً إليك تميلُ
نبكيك إذْ تبكي القوافي رائدا
يبكيك شعرٌ رائقٌ وجميلُ
يبكيك أبناءٌ رعيتَ محبةً
وحنوتَ ..دام الودّ والتنويلُ
وصفوتَ تَسْقِي بالحنانِ قوافلا
تهفو إليك فجاءها المأمولُ
فرياضك الغَنَّاءُ يعبقُ عطرُهَا
والطيرُ يَصْدَحُ والمقامُ ظليلُ
وإليك حنَّ المغرمون لوَاحَةٍ
ترتاح فيها أنفسٌ وعقولُ
يا أيها الإنسان فاضَ بِصَفْوِهِ
فالوجْهُ خصب ٌوالشعورُ نبيلُ
أنّى لزائر ربعكم في مَرَّةٍ
ينسى الوفا أيطيق داك أصيلُ؟
كنّا نجيئكَ والقلوبُ شَجِيَّةٌ
فنراك ..يذهبُ همُّنَا ويزُولُ
ونهيم نصطحب الفنونَ برحلَةٍ
ويشدنا الإدهاشُ حين تقولُ
فكأننا في أرض أندلس إذا
قيل الموشح ننتشي ونجولُ
ونروحُ نرتشف الرحيقَ مع الندى
لمّا يبوحُ بعشقه ويطيلُ
أواه "إسماعيل"كيف أخذتنا
سرنا وراءك والحنينُ دليلُ
وأتيت من زمن بعيد عابرا
فإذا الجمال يحلّ حيث تقيلُ
يا نسمة مرّت على تلك الربا
الشعرُ يعشقُ نفحَها والنيلُ
الأن في صمت تودِّع رَكْبَنَا
ووجيب نبض المغرمين عويلُ
تبكيك مصر فأنت عاشق تربها
ترثيك مئذنةٌ بها ونخيلُ
يا راحلا ولأنت حيٌ بيننا
والذكرُ باقٍ في الزمانِ يطولُ
أنا عاجز عن وصف ما بالقلب مِنْ
وجْدٍ وحزن دونه التخييلُ
كيف السبيلُ لكي أوصف لوعة؟!
حلت بقلبي والمصابُ ثقيلُ
لو صارَ حَرْفِي كالشُّموسِ وصُغْتُهُ
شعرا فذاك الشعرُ فيه قليلُ
رباه إني قد سألتك رحمة ً
فامنن عليه وجُدْ فأنت كفيلُ
ولتجعلْ الفردوسَ دارَ كرامةٍ
ليفوزَ بالرضوانِ "إسماعيلُ"
......
سلطان