" مجرد أمنية " قصة قصيرة بقلم الأديب الكبير / محمد البنا

ضاق ذرعًا بإعتراضها الدائم على تصرفاته ، وبرغم مضي

ثلاثون عامًا على زواجهما ، إلا إنها لا تترك فرصة لتوبيخه إلا

 ووبخته .

أصر ولداهما على الإحتفال بعيد زواجهما ، فحجزا لهما مقعدين 

في دار الأوبرا ، اتهمته بالنظر إلى الراقصات ، تشاجرا ، قفلا 

عائدين .

يقود السيارة شارد الذهن ، متمنيًا أن يصيبها حادث يُريحه منها

 ، لم ينتبه للشاحنة القادمة في الإتجاه المعاكس ، تصادما .

نهض مسرعًا يتحسس جسده ، أبقن أنه لم يصب بسوء ، على 

مقربةً منه ، كانت السيارة مهشمة ، وزوجته بجوارها فاقدة 

الوعي ، تنزف من جرحٍ غائر برأسها ، جثا بجانبها ، ما تزال

 تتنفس ، حاول إفاقتها ، دُهش لعدم إستجابتها لصفعاته ،

 اقترب آخرون ، فتحت عينيها متلفتةً في هلع وهي تصرخ "

 زوجي .. زوجي " ، زادت دهشته ، ظن أنها أُصيبت بعمى ،

 تتبع حدقتيها إلى حيث تتجهان ، رأى جسدًا مُغطى بالجرائد .

...............

محمد البنا